الأربعاء 17 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الدكتور روبير شقيق المناضل اللبناني جورج عبدالله: الإفراج عنه انتصار للعدالة على السياسة الفرنسية.. والمقاوم لا يعرف الخذلان| حوار

 المناضل اللبناني
تقارير وتحقيقات
المناضل اللبناني جورج عبد الله - ارشيفية
الخميس 17/يوليو/2025 - 11:57 م

بعد مرور أكثر من أربعة عقود قضاها في السجون الفرنسية، يحصل المناضل اللبناني جورج عبد الله، على حريته أخيرًا، في مشهد طال انتظاره وتقاطعت فيه السياسة بالقانون، والعدالة بالصمت الدولي.

 خبر الإفراج رغم إيجابيته، جاء صادمًا لعائلة عبد الله التي اعتادت طوال سنوات على أن تُخلف فرنسا وعودها وتتجاوز قرارات قضائها، حتى صار الملف رمزًا للظلم السياسي المقنّن، وفي هذا الحوار الخاص مع «القاهرة 24»، يتحدث الدكتور روبير عبد الله، شقيق المناضل جورج، عن وقع الخبر على العائلة، كما يكشف كواليس سنوات الاعتقال الطويلة، وموقف جورج الذي ظل مؤمنًا بقضيته، رافضًا التنازل عن قناعاته رغم العزلة والإهمال العربي.

يروي روبير كيف تحولت قضية شقيقه إلى وصمة في جبين دولة تتغنى بحقوق الإنسان، ويطرح تساؤلاته عن دور الدولة اللبنانية، ويؤكد أن المقاومة – في نظرهم – ليست خيارًا، بل فطرة تولد مع الكرامة، وأن جورج، بالنسبة للأجيال العربية، لم يعد مجرد أسير سياسي، بل رمز حي للعدالة المفقودة.. وإلى نص الحوار:

س: كيف استقبلتم خبر الإفراج عن جورج عبد الله.. وماذا كانت أولى كلماته لكم؟

الخبر جاء صادمًا رغم كونه إيجابيًا، إذ لم نكن نتوقعه بعد سنوات طويلة من المماطلة وتجاهل القرارات القضائية. لكن، "أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل أبدًا"، وأخيرًا، احترمت الدولة الفرنسية قضاءها – ولو بعد تأخير مؤلم.

س: هل تواصلتم معه بعد صدور القرار؟

حتى الآن لم يحدث تواصل مباشر بسبب ضغط الوقت والانشغالات، وربما يكون منشغلًا باستقبال زائريه في السجن،  لكن جرى تواصل غير مباشر عبر المحامي وأصدقاء مقربين،  وقد اعتبر المحامي القرار انتصارًا للعدالة على السياسة، لأن القضية كانت مسيّسة منذ البداية، ورأى أن القرار قانوني بالكامل ولا يمكن الطعن عليه، إلا إذا اختارت السلطات الفرنسية مجددًا تجاوز القانون كما فعلت مرارًا في العقود الماضية.

س: كيف كانت طبيعة تواصلكم مع جورج خلال سنوات اعتقاله.. وهل شعر يومًا بالخذلان؟

الأمل كان رفيقه الدائم، وظل مؤمنًا بعدالة القضية التي أفنى عمره من أجلها، ولم يعرف قاموسه شيئًا اسمه الخذلان، فهو صامد بقناعة كاملة في مواقفه، لكن الألم كان من تقاعس الحكومات في المنطقة عن القيام بدورها تجاه المناضلين والأسرى، بينما ظل هو متسلحًا بالإيمان بعدالة القضايا دون أن تعنيه التفاصيل السياسية.

س: هل مرت لحظة شعرتم فيها كعائلة أن جورج قد لا يعود أبدًا؟

نحن كعائلة كنا نتأهب لكل الاحتمالات، ولا نزال، فمصائر المناضلين دومًا مفتوحة على كل السيناريوهات، شأننا في ذلك شأن كل عائلات المناضلين والأسرى.

س: هل ترى أن قرار الإفراج جاء استجابة لضغوط سياسية أو تحولات إقليمية؟

ليست لدي إجابة قاطعة، لكن من الواضح أن الضغط الشعبي والحقوقي تصاعد، وأصبح تدخل السلطة الفرنسية في القضاء وصمة عار في وجهها، وربما أدركت فرنسا – ولو متأخرة – أن هذه المهزلة لا تليق بدولة تدّعي احترام حقوق الإنسان والعدالة. 

ويمكن أن أقول إن الوضع بات محرجًا لها أمام مؤيدي القضية وغيرهم، وصار يعكس صورة تناقض ما تتغنى به من ديمقراطية وتقدم.

س: كيف تقرأ موقف الحكومات الفرنسية المتعاقبة التي تجاهلت المطالب بالإفراج عنه رغم استيفائه شروط الإفراج المشروط منذ عقود؟

الموقف لا يخرج عن سياق السلوك الاستعماري الكلاسيكي، والسلطات الفرنسية الرسمية وقفت في وجه الحق، بينما القوى الوطنية والتقدمية في المجتمع الفرنسي ساندت القضية بقوة، وهنا لا بد من توجيه التحية لها، ومن المؤسف أن هذا الدعم الشعبي الفرنسي كان أكثر وفاءً من مواقف بعض حكوماتنا العربية.

س: هل هذه ازدواجية معايير من قبل الحكومات الفرنسية المتعاقبة؟

بكل تأكيد.

س: ما رسالتك إلى الدولة اللبنانية في هذا السياق.. وهل ترى أنها قصرت؟

الدولة اللبنانية غارقة في أزماتها، مقصّرة في حق شعبها أولًا، ولا يمكن الحديث عن تقصير في ملف جورج بمعزل عن واقع الفساد والفقر والانهيار الذي تعيشه البلاد، وما حدث هو نتيجة منظومة نهب لمقدّرات الشعب لصالح قلة تحتكر الحكم، والتقصير بات عامًا وشاملًا.

س: هل سيعود جورج إلى العمل العام والنضالي بعد عودته إلى لبنان؟

القرار يعود له وحده، ولا نستطيع التنبؤ بما سيفعله.

س: هل هناك ترتيبات أو تنظيم احتفالات شعبية لاستقباله عند وصوله بيروت؟

بالتأكيد، هناك جهات وطنية ومرجعيات سياسية وشعبية رحّبت ترحيبًا واسعًا بالإفراج عنه، وسيكون هناك شكل من أشكال الاستقبال يليق بمسيرته وتضحياته.

س: ما الذي يمثله جورج اليوم للشباب العربي؟

هو رمز حقيقي، ولم يكن وراءه جيش، بل شكّل حالة رمزية بالصبر على القيم والتمسك بالحقوق، ورسالته واضحة وهي أن القضايا الوطنية تستحق التضحية، وليس أمامنا سوى الصبر والصمود لنيل الكرامة بين الأمم.

س: أنتم كعائلة تحملتم الكثير.. هل يستحق طريق المقاومة كل هذا الثمن؟

المقاومة أمر طبيعي كقانون فيزيائي، وكل شيء يتعرض للضغط يمارس مقاومة، فكيف الحال بالبشر؟ لا أحد يقبل بالظلم والمهانة والاحتلال، المقاومة لا تحتاج إلى قرار، بل تنبع من عمق الكرامة الإنسانية.

وهنا لا بد أن أتوجه بالشكر للشعب المصري الذي يظل ملهمًا للأمة العربية، ونتطلع إليه دائمًا ليكون في موقعه الطبيعي دفاعًا عن قضايا الأمة، فمصر بحق هي أم الدنيا.

تابع مواقعنا