السبت 13 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

حفظ وتخزين ملايين المكالمات.. الجارديان تكشف: مايكروسوفت تدير أكبر عملية تجسس إسرائيلية على الفلسطينيين

مايكروسوفت - إسرائيل
سياسة
مايكروسوفت - إسرائيل
الأربعاء 06/أغسطس/2025 - 03:08 م

اعتمد الجيش الإسرائيلي على خدمات الحوسبة السحابية لشركة مايكروسوفت لتنفيذ مشروع مراقبة واسع النطاق يستهدف الفلسطينيين، يتضمن تخزين ملايين المكالمات الهاتفية اليومية على خوادم الشركة في أوروبا، بحسب تحقيق مشترك لصحيفة الجارديان مع موقع +972 ومجلة لوكال كول العبرية.

من تقرير الجارديان حول تعاون مايكروسوفت وإسرائيل 
من تقرير الجارديان حول تعاون مايكروسوفت وإسرائيل 

وحسب تقرير الجارديان، بدأ المشروع أواخر عام 2021 عندما التقى قائد وحدة الاستخبارات العسكرية 8200 يوسي سارئيل بالرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا في مقر الشركة قرب سياتل، وخلال الاجتماع حصل سارئيل على دعم للوصول إلى مساحة مخصصة وآمنة داخل منصة أزور السحابية، ما أتاح للوحدة بناء منظومة تخزين وتحليل هائلة لمكالمات الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفرت هذه البنية السحابية قدرة غير مسبوقة على حفظ ملايين المكالمات اليومية لفترات طويلة، ما منح وحدة 8200 أداة مراقبة شاملة وغير مسبوقة، وتشير مصادر استخباراتية إلى أن المنظومة، التي دخلت الخدمة عام 2022، لعبت دورًا أساسيًا في التخطيط لضربات جوية وفي توجيه العمليات العسكرية في غزة والضفة، حيث أصبح بالإمكان إعادة الاستماع لأي مكالمة بعد تسجيلها، ما وسع نطاق مراقبة المدنيين الفلسطينيين بشكل كبير.

واختارت الوحدة الاعتماد على مايكروسوفت بعد أن تبين أن خوادم الجيش غير قادرة على استيعاب الكم الهائل من البيانات الناتج عن مراقبة ملايين المكالمات، وترددت داخل الوحدة عبارة تلخص طموح المشروع وضخامته مليون مكالمة في الساعة، فيما أشارت الوثائق المسربة إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه البيانات الحساسة مخزن في مراكز بيانات مايكروسوفت في هولندا وأيرلندا.

الكشف عن هذا التعاون يأتي في وقت تتعرض فيه مايكروسوفت لضغوط من موظفين ومستثمرين بسبب علاقتها بالجيش الإسرائيلي ودور تقنياتها في الحرب على غزة المستمرة منذ 22 شهرًا، ورغم أن الشركة أعلنت أنها لم تجد أدلة على استخدام أزور أو تقنياتها في استهداف المدنيين، تؤكد مصادر استخباراتية أن البيانات المخزنة في السحابة استخدمت فعليًا لاختيار أهداف القصف في مناطق مكتظة بالسكان.

وأصبح النظام أداة تمكن الوحدة من العودة إلى المكالمات القديمة لأشخاص يبرز اهتمام استخباراتي بهم لاحقًا، بعدما كانت المراقبة سابقًا تقتصر على أهداف محددة مسبقًا، وفي الضفة الغربية، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين فلسطيني تحت الاحتلال العسكري، وفرت هذه المنظومة مخزونًا ضخمًا من المعلومات استُخدم أحيانًا لتبرير الاعتقالات أو حتى عمليات الاغتيال.

يقف خلف هذا المشروع يوسي سارئيل الذي قاد وحدة 8200 بين 2021 و2024 واشتهر بدفعه نحو التحول إلى الحوسبة السحابية واستخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة الشاملة، لكن بعد هجمات السابع من أكتوبر 2023 وفشل النظام في منعها، تعرض سارئيل لانتقادات بسبب اعتماده المفرط على التكنولوجيا على حساب أساليب الاستخبارات التقليدية، واستقال لاحقًا متحملًا مسؤولية فشل الوحدة.

وخلال الحرب اللاحقة على غزة تم استخدام النظام السحابي الذي أسسه سارئيل بكثافة إلى جانب أدوات التوصية بالأهداف المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى تدمير واسع للبنية المدنية وخلق أزمة إنسانية حادة.

ورغم تدمير جزء كبير من شبكة الاتصالات في غزة، ما زالت البيانات المخزنة في أزور توفر معلومات مهمة للمخابرات الإسرائيلية، وتشير مصادر داخل الوحدة إلى أن الحماس لاستخدام هذه المنظومة تصاعد مع استمرار العمليات العسكرية ورؤية الجيش الإسرائيلي يتجه نحو فرض سيطرة طويلة الأمد على القطاع.

تابع مواقعنا