لغز حيّر العلماء منذ 400 عام.. ما قصة البحر المتوهج؟
يروي البحارة منذ قرون أساطير حول البحار والمحيطات المتوهجة ليلًا، والتي يمكن أن يصل ضوؤها إلى حد تمكين البحّارة من القراءة على نورها.
لغز حيّر العلماء منذ 400 عام
ووفقًا لما نشره موقع ذا صن فإن هذه المنطقة حيث لا شمس ولا قمر، يسطع ضوء غامض يكسو المياه بلون أبيض باهت، كأن البحر نفسه ينبض بالحياة. هذه الظاهرة، التي حيّرت البحارة منذ أكثر من 400 عام، بدأت أخيرا تخرج من دائرة الأساطير إلى مختبرات العلماء، بعد أن رُصدت من الفضاء وبدأت تتفكك خيوطها شيئا فشيئا.
ويُطلق العلماء على هذه الظاهرة اسم "البحار اللبنية" والتي تم اكتشافها بالأقمار الصناعية، وهي تمتد أحيانا على مساحات شاسعة تصل إلى 100 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة كوريا الجنوبية تقريبًا، ويمكن رؤيتها من الفضاء.
والسبب المرجّح وراء هذا التوهج هو وجود تركيزات عالية من بكتيريا بحرية تُعرف باسم "Vibrio harveyi"، وهي تختلف عن العوالق النباتية التي تضيء عند اضطراب المياه. الغريب أن هذه البكتيريا تضيء باستمرار، وقد تكون تستخدم هذا الضوء لجذب الأسماك التي تبتلعها، ما يساعدها على البقاء داخل الجهاز الهضمي للأسماك.
يصف البحارة هذا التوهج بأنه يشبه ضوء النجوم المتوهجة في غرف الأطفال، بل إن بعضهم قال إنه كان بإمكانه القراءة على سطح السفينة ليلًا دون أي مصدر ضوء آخر، وهذه الظاهرة، رغم ندرتها، قد تكون أكثر شيوعا مما نعتقد، لكنها تحتاج إلى ظروف بيئية دقيقة جدًا.


