من كليوباترا إلى باستت.. هوس الزائرين بشخصيات مصر القديمة يتحول إلى وسيلة مبتكرة للتسويق السياحي بالأقصر
تتحول الحضارة المصرية القديمة يومًا بعد يوم إلى مصدر إلهام للزائرين، سواء كانوا أجانب أو مصريين، وخاصة إلى مدينة الأقصر، حيث يختار البعض منهم تقمص شخصيات تاريخية وأساطير فرعونية خلال جولاتهم السياحية، في ظاهرة لافتة أصبحت وسيلة مبتكرة للترويج لمصر وآثارها.
من كليوباترا إلى باستت.. تقمص الشخصيات الفرعونية يجذب أنظار العالم للحضارة المصرية
و تُعد شخصية كليوباترا رمزًا للدهاء والأنوثة في تاريخ مصر القديمة، فيما تجسد باستت القوة والحماية، حيث ارتبطت القطط لدى المصريين القدماء بالقدسية والرمزية الدينية لدرجة أن قتل قطة كان يُعاقب عليه بالإعدام. هذه الرموز ما تزال قادرة على إثارة خيال العالم حتى اليوم، وتدفع الزائرين إلى محاكاة الماضي والعيش داخل تفاصيله.
سائحة تركية تعيش أجواء كليوباترا في الكرنك
قال أحمد دياب، مرافق سائحة تركية تُدعى إجلال، لموقع القاهرة 24، إن الأخيرة أبدت انبهارها الشديد بالحضارة المصرية القديمة، خاصة شخصية الملكة كليوباترا، وأصرت على أن تكون زيارتها الأولى لمعابد الكرنك وهي مرتدية الزي الفرعوني الشهير للملكة.
وأضاف دياب أن إجلال ذهبت أولًا إلى الكوافير لتصفيف شعرها ثم اشترت ملابس تحاكي ملابس كليوباترا، قبل أن تتجول بين صالة الأعمدة وصروح الكرنك، ملتقطة الصور والفيديوهات وكأنها الملكة قد عادت من جديد.
وأكد أن السائحة التركية عبرت عن امتنانها لكرم الضيافة بالأقصر، مشيدة بمحبة الشعب التركي لمصر وحضارتها الفريدة.
مارينا مجدي.. باستت تظهر من جديد في شوارع الأقصر
ولم يقتصر الأمر على السائحين الأجانب فقط، بل امتد أيضًا للشباب المصري، حيث اختارت مارينا مجدي أن تروج للسياحة على طريقتها الخاصة، فتقمصت شخصية “باستت” الإلهة الفرعونية التي كانت ترمز للقوة والحماية عند المصريين القدماء.
ارتدت مارينا زيًا فرعونيًا وأجرت مكياجًا خاصًا يعكس ملامح الإلهة، ثم تجولت في شوارع الأقصر وكورنيش النيل، لتفاجأ بترحيب واسع من الأهالي والسائحين الأجانب الذين التقطوا الصور معها وأشادوا بالفكرة، مما شجعها على الاستمرار في مبادرتها.
مبادرات شخصية تعزز التسويق السياحي
أكدت مارينا مجدي في تصريحاتها للقاهرة 24 في وقت سابق، أن مثل هذه المبادرات يمكن أن تسهم في تسويق السياحة المصرية بشكل مبتكر، مطالبة وزارة السياحة والآثار بدعم الشباب والأفكار غير التقليدية، وإعادة النظر في الرسوم المرتفعة ببعض المواقع الأثرية، بما يتيح المجال لجذب مزيد من الزوار.
مصر القديمة.. أسطورة لا تنتهي
تؤكد هذه الظاهرة أن الحضارة المصرية القديمة لا تزال حية في وجدان العالم، وأن تقمص شخصياتها التاريخية والأسطورية أصبح وسيلة فعّالة للتسويق والترويج للسياحة، تعكس في الوقت ذاته تفاعل الزائرين مع تاريخ مصر وتقديرهم لعظمتها.
