عملاء الموساد تسللوا لـ مخبأه.. تحقيق إسرائيلي يكشف كواليس اغتيال حسن نصر الله
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، في تحقيق موسع تفاصيل عملية اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام السابق لحزب الله، مؤكدة أن العملية لم تكن مجرد سلسلة من الغارات الجوية، بل سبقتها عملية سرية معقدة نفذها عملاء للموساد داخل الضاحية الجنوبية لبيروت.
تفاصيل جديدة عن اغتيال حسن نصر الله
وبحسب التقرير، نجح العملاء في التسلل إلى حي حارة حريك وزرع أجهزة تكنولوجية متطورة داخل المخبأ السري لنصرالله، ما أتاح للقوات الجوية الإسرائيلية توجيه القنابل بدقة إلى أعماق محصنة تحت الأرض، حيث كان نصرالله يعقد اجتماعًا مغلقًا مع قادة فيلق القدس في لبنان الجنرال عباس نيلفوروشان وعلي كركي، الذي كان يُعد لخلافته في قيادة الحزب.
وفي السابع والعشرين من سبتمبر 2024، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي الهجوم الرئيسي بمشاركة 10 طائرات من طراز إف-15 وإف-16، استخدمت قنابل أمريكية الصنع من نوع BLU-109 زنة طن واحد لكل قنبلة، مزودة بأنظمة توجيه دقيقة طورتها شركات السلاح الإسرائيلية رفائيل وإلبِت.
وأدى القصف إلى استشهاد نصرالله وقيادات بارزة من الصف الأول بينهم كرقي والقائد الإيراني، إلى جانب ما يقارب 300 مقاتل من حزب الله.
وأشار التقرير إلى أن العملية جاءت بعد نقاشات طويلة داخل القيادة الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، حيث دفع كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان هرتسي هليفي باتجاه مواجهة مباشرة مع حزب الله، بينما رأى رئيس الموساد ديفيد برنيع وأعضاء من المجلس الوزاري المصغر مثل إيزنكوت وجانتس ضرورة التركيز على حماس أولًا. في نهاية المطاف، أعطى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر للعملية خلال توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعقب الاغتيال، أطلق حزب الله صواريخ ومسيرات انتحارية في هجوم وصفه باسم عملية خيبر، لكنه فقد القدرة على إدارة المعركة بعد سقوط قيادته الأساسية وتولى حسن صفي الدين منصب الأمين العام خلفًا لنصرالله، قبل أن يُقتل هو الآخر بعد أسبوع، ليخلفه نعيم قاسم.
ووصف التقرير العملية بأنها واحدة من أكثر العمليات دقة وتعقيدًا في تاريخ إسرائيل العسكري، مشيرًا إلى أنها غيّرت موازين القوى في المنطقة وفتحت مرحلة جديدة من الصراع مع حزب الله وإيران.
