الأربعاء 10 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

مرصد الأزهر: تقرير أسترالي تاريخي يقدّم 54 توصية لمجابهة الإسلاموفوبيا بعد ارتفاع البلاغات 530%

مرصد الازهر
دين وفتوى
مرصد الازهر
الإثنين 22/سبتمبر/2025 - 03:47 م

قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إن المجتمعات المسلمة في أستراليا لطالما طالبت بالاعتراف الرسمي بالإسلاموفوبيا باعتبارها مشكلة اجتماعية خطيرة، واليوم، ولأول مرة، رفع أول مبعوث أسترالي لمجابهة الإسلاموفوبيا تقريرًا شاملًا –طال انتظاره– إلى الحكومة الفيدرالية، وقدّم فيه 54 توصية لمجابهة الظاهرة.

وتابع المرصد في تقرير: يُذكر أن حكومة أنتوني ألبانيزي، رئيس وزراء أستراليا، استحدثت في مطلع عام 2024م منصبين لمبعوثين خاصين، أحدهما لمجابهة الإسلاموفوبيا، والآخر لمجابهة معاداة السامية، وذلك في سياق تصاعد حوادث الكراهية، لا سيما بعد اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023م. وفي سبتمبر 2024م، عُيِّن "أفتاب مالك"، وهو عالم مسلم بريطاني-أسترالي وقائد مجتمعي بارز، مبعوثًا لمجابهة الإسلاموفوبيا. وفي أواخر 2024م، وبدايات 2025م، قام "مالك" بجولات ميدانية واسعة في أنحاء البلاد للقاء الجاليات المسلمة والتباحث معها والاستماع إليها بشكل مباشر.

وأضاف: واليوم يقدم مالك تقريره الذي يعكس خلاصة هذه اللقاءات والمباحثات، مقدمًا خطةً وطنية للتغيير. أبرز التوصيات التي قدمها التقرير يشير التقرير إلى خطورة الوضع المتعلق بالاسلاموفوبيا، إذ سجّلت خدمة "سجل الإسلاموفوبيا" (Islamophobia Register) في أستراليا ارتفاعًا ملحوظًا في البلاغات عن تلك الحوادث بنسبة 530% خلال الفترة الأخيرة. 

وأكد: وقد جاءت التوصيات التي قدمها "مالك" في تقريره هذا استجابةً لهذا الأمر بحيث تشارك مختلف قطاعات الدولة ومستوياتها وشرائح المجتمع –من السياسة والقانون والتعليم والصحة والإعلام إلى الثقافة الرياضية والمجتمعية– في مجابهة الظاهرة وحل المشكلة. فعلى المستوى السياسي، أوصى "مالك" الحكومة بالتعامل مع الإسلاموفوبيا بنفس الجدية التي تتعامل بها مع بقية أشكال التمييز، والاعتراف رسميًّا باليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا (15 مارس) الذي أقرّتَه الأمم المتحدة.

واكد: كما أوصى البرلمان بوضع مدونات سلوك، واعتماد سياسة “عدم التسامح مع العنصرية"، وإقرار برامج تدريب إلزامية للنواب وموظفيهم. وفي المجال القانوني، أوصى "مالك" في التقرير بإنشاء لجنة تحقيق وطنية في الإسلاموفوبيا، وأخرى معنية بالعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، كما دعا إلى تدريب الشرطة على قضايا الحساسية الثقافية لظاهرة الإسلاموفوبيا. كما دعا التقرير إلى استيضاح قانون التمييز العنصري بحيث يشمل المسلمين صراحةً كما يشمل اليهود والسيخ.

مرصد الأزهر: تقرير أسترالي تاريخي يقدّم 54 توصية لمجابهة الإسلاموفوبيا بعد ارتفاع البلاغات  530%

 

وأكمل: وفي قطاع التعليم، اقترح التقرير وضع إطار عمل وطني لمكافحة العنصرية، وإدراج إسهامات المسلمين في أستراليا والحضارة الغربية والقيم الإنسانية العالمية ضمن المناهج. كما أوصى بوضع برامج لتعزيز الفهم المتبادل بين اليهودية والمسيحية والإسلام. وفي مجال أمن المجتمعات وسلامتها؛ أوصى التقرير بتقديم تمويل للمؤسسات غير الربحية الهادفة إلى حماية المسلمين ورعايتهم، وخاصة المساجد. وفي الإعلام والمنصات الرقمية: دعا إلى تشديد التشريعات الخاصة بالأمان الرقمي لمكافحة خطاب الكراهية عبر الإنترنت.

وأشار إلى انه وعلى الرغم من أهمية التقرير، إلا أنه لن يمرر دون انتقاد وربما سيثير حالة من الجدل، إذ يعتمد تنفيذه بشكل كبير على إرادة الحكومة ورغبتها في مجابهة الظاهرة؛ وذلك لعدم وجود جهة مستقلة تضمن تطبيق التوصيات.

وأوضح: وهناك مقترحات مثيرة للجدل ولن تمر مرور الكرام، مثل: مقترح تشديد الرقابة على الفضاء الرقمي، ومقترح إلزام النواب ببرامج تدريبية، حيث سيعتبران إفراط في "التصحيح السياسي".


ويرى مرصد الأزهر أنه من المحتمل أن يُقابل التقرير بالإهمال من الجهات المعنية، إلا إن هناك أيضًا احتمالية كبيرة لقبوله والاستجابة لما فيه وتنفيذه؛ ويبقى التقرير، فوق كل ذلك، وثيقة تاريخية مهمة لأنه يوثِّق لأول مرة تجارب المسلمين الأستراليين ضمن إطار وطني متكامل، كما أن إهماله سيُعتبر خذلانًا لأكثر من مليون مسلم أسترالي، علاوة على أن العمل به والأخذ بالتوصيات الواردة فيه سيعزز حماية الأقليات ويقوي النسيج الاجتماعي في أستراليا بأسرها، كما يؤكد المرصد أن نجاح هذه التوصيات يعتمد على الإرادة السياسية والقيادة المجتمعية في أستراليا.

 

تابع مواقعنا