دواء قديم يعيد الأمل لطفل مصاب بالتوحد بعد فقدانه القدرة على الكلام
استعاد طفل يُدعى ريان بالدريدج جونيور، يبلغ من العمر تسع سنوات تقريبًا، قدرته على الكلام بعد سنوات من الصمت بسبب التوحد، بفضل عقار قديم ومنخفض التكلفة يُعرف باسم الليوكوفورين، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
دواء قديم يعيد الأمل لطفل مصاب بالتوحد بعد فقدانه القدرة على الكلام
بدأت القصة حين فقد جونيور، الذي كان متحدثًا ذكيًا وذا حصيلة لغوية واسعة، قدرته على التعبير في عمر 18 شهرًا. تحول حديثه إلى ترديد صدى كلمات الآخرين، وظهرت عليه لاحقًا علامات التوحد مثل ضعف التواصل البصري والمشي على أطراف الأصابع. ورغم محاولات العلاج التقليدية، لم يحرز تقدمًا يُذكر، ما دفع والديه للبحث ليلًا عبر الإنترنت عن حلول بديلة.
وقاد البحث الأسرة إلى طبيب الأعصاب ريتشارد فراي، الذي يدرس علاقة التوحد بنقص حمض الفوليك في الدماغ، وهذا النقص يحدث غالبًا بسبب أجسام مضادة تُعيق وصول الفيتامين إلى المخ. ورغم تشكك العديد من الأطباء، خضع جونيور لاختبارات أكدت وجود هذه الأجسام المضادة، ليبدأ بعدها بتناول دواء الليوكوفورين مع حمية غذائية خالية من الألبان.
وبعد أسبوعين فقط، حدث التحول: بدأ جونيور يستخدم جملًا كاملة، ثم فاجأ والده ذات صباح بعبارة "أحبك يا أبي، واليوم، يدرس الطفل في مدرسة عادية، تجاوز مرحلة الروضة مباشرة إلى الصف الأول، ويواصل التطور اجتماعيًا وأكاديميًا.
والليوكوفورين، وهو شكل من فيتامين B9، تمت الموافقة عليه في خمسينيات القرن الماضي لعلاج آثار جانبية لبعض أدوية السرطان. وفي تجارب سريرية، أظهر ثلث الأطفال المصابين بالتوحد الذين تناولوه تحسنًا ملحوظًا في اللغة والتواصل، دون تسجيل آثار جانبية خطيرة، ورغم نتائجه الإيجابية، ما تزال مؤسسات علمية كبرى تعتبر الأدلة غير كافية وتطالب بمزيد من الدراسات واسعة النطاق.
ومع ذلك، تستعد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإقرار إصدار جديد من الدواء يُخصص للأطفال المصابين بنقص حمض الفوليك الدماغي. وأكدت الوكالة أن الأطفال يستحقون فرص الوصول إلى العلاجات الواعدة.
