غزيون بين الأمل والخوف.. ترحيب حذر بخطة ترامب للسلام وسط استمرار القصف الإسرائيلي
قالت صحيفة الجارديان البريطانية أن سكان غزة يشعرون بالأمل، لكنهم في الوقت نفسه متوجسون من خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم إعلان حركة حماس موافقتها الجزئية عليها وموافقتها على الإفراج عن جميع الرهائن وتسليم السلطة، في وقت تتواصل فيه الهجمات الإسرائيلية على القطاع.
الحرب على غزة
في مدينة خان يونس جنوب غزة، كانت أريج الفرا، وهي معلمة لغة إنجليزية تبلغ من العمر 23 عامًا، تستمع إلى الأنباء عن موافقة حماس الجزئية على خطة ترامب وإصداره أمرًا لإسرائيل بوقف القصف، قبل أن يهزّ انفجار قوي المكان إثر قصف إسرائيلي بالقرب من خيمتها، نجاتها كانت مسألة حظ، لكنها اعتبرت ما جرى نذير شؤم على مستقبل عملية السلام في غزة، مؤكدة أنها تشعر وكأنهم محاصرون، وأنه سواء وافقت حماس أم لا فلن يكونوا في أمان، إذ لم تتراجع حدة الهجمات ولم تغادر الطائرات الإسرائيلية سماء القطاع.
كثيرون في غزة شاركوها الشكوك نفسها تجاه الأنباء التي تحدثت عن أن قبول حماس الجزئي بخطة ترامب سيمهّد لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين، ورغم أن الخطوة قوبلت بترحيب واسع من ترامب ومن المجتمع الدولي بوصفها تقدمًا نحو السلام، فإن سكان غزة يرون أن هذا المشهد تكرر مرارًا من قبل.
فترامب وعد أكثر من مرة بقرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن المفاوضات كانت تنهار فجأة. كما أن إسرائيل خرقت هدنة استمرت ستة أسابيع مطلع العام الجاري حين قررت من جانب واحد استئناف القتال في مارس وفرض حصار على القطاع، ما تسبب في مجاعة بأجزاء منه وفقًا لأعلى هيئة دولية معنية بأزمات الغذاء.
وقالت الفرا خلال حديثها مع الجارديان إنها لا تملك أملًا كبيرًا في هذا الاتفاق، لأن كل مرة يقترب فيها الطرفان من وقف إطلاق النار يحدث ما يغيّر مجرى الأمور.
وتقول أريج الفرا إن إنهاء الحرب بالنسبة لها لا يعني التنازل عن الحقوق، بل هو فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة تنظيم الحياة والأولويات من جديد.
في المقابل، عبّر بعض السكان عن أمل حذر في أن تكون هذه المرة مختلفة، وأن تنتهي الحرب التي أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني وأصابت نحو 170 ألفًا بجروح ودمّرت معظم القطاع.
وقال أبو فارس، مصوّر فيديو يبلغ من العمر 43 عامًا من شمال غزة، إنه يأمل أن تكون هذه الصفقة أكثر جدية من سابقاتها، معتبرًا أن التقدم في اتفاق وقف إطلاق النار سيكون أمرًا جيدًا ويحقق مطالب الشعب الفلسطيني ويمنح المدنيين شعورًا بالأمان.
لكن مضمون خطة ترامب، في حال تطبيقها بالكامل، يبدو مجحفًا بحق حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، إذ يرى الأكاديمي أشرف مغاري، أستاذ في الجامعة الإسلامية، أن هناك شعور بعدم الثقة لأن الخطة صيغت بأيدٍ أمريكية، والحرب نفسها استمرت بدعم أمريكي واضح، مشيرًا إلى أن الخطة تخدم المصالح الإسرائيلية ولا تتضمن بنودًا جوهرية تصب في مصلحة الفلسطينيين.
ورغم ذلك، فإن أغلب سكان غزة المنهكين لا يضعون السياسة في أولوياتهم، بل يسعون قبل كل شيء إلى إنهاء الحرب، حتى وإن كان ذلك على حساب بقاء حماس في السلطة.
وأوضح أبو فارس أن أولويته الآن هي إنهاء الحرب تماما، وإن كان على حماس أن تضحي بنفسها لتحقيق ذلك فعليها أن تتحمل تبعات أفعالها، لافتا إلى أنه فقد العديد من أقاربه ونزح 4 مرات، وفي كل مرة كان يعود ليجد منزله أكثر دمارًا من قبل، وهو يعيش الآن في شمال غزة حيث القصف الإسرائيلي الأعنف.
وأكد التقرير أن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة وعددًا من منظمات حقوق الإنسان وجمعية أبرز خبراء دراسات الإبادة الجماعية في العالم خلصوا إلى أن إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة جماعية في غزة، وهو ما تنفيه تل أبيب، زاعمه أنها تتحرك دفاعًا عن النفس بعد هجوم 7 أكتوبر 2023.
ورغم تشككهم في نوايا إسرائيل وجديتها في إنهاء الحرب، لا سيما أن الصفقة لا تضمن حق الفلسطينيين في تقرير المصير، يرى سكان غزة أن أي اتفاق يوقف القصف سيكون موضع ترحيب.


