اللواء محمد قشقوش: عبور القناة كان اقتحاما قسريًا.. وخطة مصيدة الفئران أحاطت بالعدو
قال اللواء دكتور محمد قشقوش، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن التنفيذ الشجاع لعبور قناة السويس في حرب أكتوبر 1973 لم يكن مجرد عبور بل كان اقتحامًا، بمعنى عبورٍ قسري للمنع العسكري لعدو يقاتل، مشددًا على أن ما حدث كان اقتحامًا فعليًا لتحصينات خط بارليف.
قشقوش: القيود الجوية والقدرات الصاروخية شكلت عاملًا محددًا في مدى التقدم
وأضاف قشقوش، خلال فيديو عبر مركز معلومات مجلس الوزراء، أن القوات المصرية توقفت عند عمق محدد -حوالي 20 كيلومترًا شرق القناة- لأن هذا كان آخر مدى لصواريخ الدفاع الجوي المتاحة آنذاك، موضحًا أن القيود الجوية والقدرات الصاروخية شكلت عاملًا محددًا في مدى التقدم.
وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي كان يمتلك أدوات مضادة ومتحركة مثل هوك وأنظمة أخرى، بينما كانت لدى الجانب المصري قدرات صاروخية متحركة محدودة، ما حدد خطوط الاشتباك.
وتطرق القشقوش إلى مفهوم الحصار التكتيكي الذي طبقته القوات المصرية على القوات المعادية داخل الثغرة، قائلًا إنهم أطلقوا على هذا الحصار تسمية مصيدة الفئران.
وأوضح أن الهدف كان إحاطة القوات الإسرائيلية في دائرة قتالية تقوّض إمكانياتها، وأن القتال داخل الثغرة أدى إلى خسائر كبيرة عند الطرف الآخر، حتى إن قادة إسرائيليين أشاروا لاحقًا إلى أن خسائرهم في الثغرات فاقت خسائرهم العامة في ساحة المعركة.
كما كشف اللواء قشقوش عن بعد استراتيجي في المواجهة البحرية، مؤكّدًا أن مصر نفَّذت خطة شاملة لتضييق مسارات تموين العدو، وشملت إجراءات لقطع طريق النفط عبر باب المندب لخليج عدن والبحر الأحمر، وهو ما شكّل ضربة في مصدر إمداد الوقود لإسرائيل آنذاك. وذكر أن هذا المسار بقي مغلقًا نحو 104 أيام اعتبارًا من 6 أكتوبر، ما أحدث أزمة إمداد للوقود لدى العدو وحرمانًا استراتيجيًا أثّر على قدراته إذا ما امتدت الحرب لفترة أطول.
من جهة أخرى، روى القشقوش تفاصيل عمله كملحق عسكري سابق في اليمن، حيث رصد تحركات وإجراءات تنسيقية مع باكستان واليمن، مؤكّدًا أن عمليات تضليل وإيهام العدو بأنشطة تدريبية أو تحركات انطباعية كانت جزءًا من خطة أوسع لإجهاض قدرة إسرائيل على المناورة والتموين.
واختتم القشقوش تصريحه بتأكيده على أن الجيل الذي خاض معارك حرب أكتوبر كان متمسكًا بعلمه وكرامته، وأنه لن يسلم علمه لغيره ذليلًا، مشدّدًا على أن التخطيط الاستراتيجي والعمليات التكتيكية المتقنة كانت سببًا رئيسيًا في نجاح الحملة.
