الأربعاء 10 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

أبناء قرية شبرا اليمن وطريق الموت من أجل الرياضة.. لماذا نُبعد مركز الشباب عن القرية؟

الأحد 16/نوفمبر/2025 - 03:01 م

في الوقت الذي تخطو فيه الدولة خطوات واسعة نحو تطوير الريف المصري ضمن مبادرة "حياة كريمة"، تظهر أمامنا مفارقة واضحة في قرية شبرا اليمن التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، مفارقة تستحق التوقف أمامها ومراجعتها بموضوعية وعقلانية.

فعلى مدار سنوات، كان مركز شباب الشهيد هاني لطفي حرك هو المتنفس الأساسي لأبناء القرية من النشء والشباب، حيث يقع في قلب التجمع السكني، قريبًا من الجميع، آمنًا ومتاحًا للممارسة الرياضية والأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تُبني عليها شخصية الشباب وتنمو قدراتهم.

لكن رغم ذلك، تم إنشاء مركز شباب بديل خارج القرية تمامًا، وعلى الطريق السريع زفتى – المحلة الذي يعرفه الأهالي باسم "طريق الموت"، ومن هنا يبدأ السؤال الذي يشغل كل بيت في القرية: كيف نطوّر حياة الناس بينما نُعرض أبناءهم للخطر من أجل الوصول إلى مركز الشباب؟

ذلك الطريق الخطر يشهد حوادث متكررة، وخطورته معروفة للكبار قبل الصغار، فكيف نطلب من طفل أو شاب أن يقطع هذا الطريق يوميًا ليقوم بنشاط بسيط كان متاحًا له داخل القرية؟ وكيف نبرر لأهل القرية أن التطوير يعني إغلاق المتاح والآمن، واستبداله ببديل يضع أبناءهم في مواجهة الخطر؟

 

إن فلسفة "حياة كريمة" لا تقوم على إنشاء مبانٍ جديدة فقط، بل على ضمان أن هذه المنشآت تخدم الإنسان فعلًا وتيسر عليه حياته، وإذا كان المركز الجديد جيدًا في شكله وإمكاناته، فإنه يفتقد أهم عنصر "السلامة".

الأهالي لا يطلبون المستحيل، بل يطالبون فقط بالإبقاء على مركز الشباب القديم داخل القرية تحت إدارة وزارة الشباب والرياضة، أو السماح بإشهار نادٍ رياضي على نفس الأرض لخدمة أبناء القرية في مكان آمن قريب منهم.

إن مستقبل أي قرية يبدأ من شبابها، وحمايتهم جزء لا يتجزأ من مسؤولية الدولة والمجتمع، وبقاء مركز الشباب في مكانه الطبيعي داخل القرية ليس مطلبًا فئويًا، بل حق أساسي وضرورة للحفاظ على أرواح أبنائنا.

وبين مركز شباب يخدم القرية وآخر يعرض أبناءها للخطر، يبقى الأمل في أن تُعاد الأمور إلى نصابها الصحيح، وأن تصل رسالة الأهالي إلى من يهمه الأمر.

تابع مواقعنا