بسبب بعض التغريدات.. إعلام عبري يكشف عن توترات وخلافات متصاعدة بين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي
تتصاعد حدّة التوتر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي يواصل نشر سلسلة من التغريدات المثيرة للجدل التي اعتبرها نتنياهو محاولة من الوزير لإثبات أنه من يتخذ القرارات بمفرده دون تنسيق معه، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
تصاعد الخلاف بين نتنياهو وكاتس
ففي جلسة الحكومة التي عُقدت اليوم لمناقشة تشكيل لجنة تحقيق في إخفاقات السابع من أكتوبر 2023، وجّه نتنياهو انتقادًا واضحًا لما وصفه بهجوم انتخابي أولي من داخل الليكود نفسه، مشيرًا إلى نشاط مكثف على منصات التواصل الاجتماعي حول قضايا أمنية، في تلميح مباشر إلى كاتس.
التوتر بين نتنياهو وكاتس ليس جديدًا، إذ سُجّلت في الأسبوع الماضي خلافات حول تعيين المدعي العسكري العام الجديد، المحامي إيتاي أوفير، خلفًا للمدعية العسكرية يافات توما-يروشالمي، التي تخضع للتحقيق بسبب شبهات تسريب وتضليل في قضية قاعدة تيمان.
وسرّبت مصادر في محيط نتنياهو حينها أنه غاضب من التعيين الذي تمّ وفق قولهم من وراء ظهره، ومن هوية المعيّن، إلا أن مصادر سياسية أفادت لاحقًا بأن نتنياهو يدعم التعيين.
وفي الجلسة الحكومية، التي تأخّر عدد من الوزراء عن حضورها ومُنعوا من الدخول، قال نتنياهو إن إسرائيل دخلت عمليًا سنة انتخابية، وإن الانتخابات ستُجرى قبل نهاية العام.
وأضاف أن هذه الفترة تشهد هجومًا انتخابيًا داخليًا في الليكود وخارجه، يتجلى في موجة تغريدات تتناول ملفات أمنية لا يتذكر أنه عايش مثلها في السابق، واعتبر أن أسلوب التغريد الذي يظهر وكأن الوزير يقول أنا فعلت وأنا قررت في قضايا أمنية، يتجاهل حقيقة أن هذه الملفات تُدار بالتنسيق مع رئيس الحكومة الذي يتحمل المسؤولية عنها.
كاتس لم يُظهر اكتراثًا كبيرًا بكلام نتنياهو، بل نشر مساءً تغريدة جديدة بشأن الوضع في غزة قال فيها إن عمليات تدمير الأنفاق تتقدم بشكل جيد، وإن الجيش يستخدم التفجير والحقن بالخرسانة السائلة لسد الأنفاق في المناطق التي يسيطر عليها، فيما سيعالج القوة الدولية بقيادة الولايات المتحدة مسألة نزع سلاح حماس في غزة القديمة.
وفي الصباح نفسه، قبل ملاحظات نتنياهو، كتب كاتس بشأن ملف الدولة الفلسطينية، مؤكدًا أن سياسة إسرائيل واضحة وأنه لن تُقام دولة فلسطينية.
وصرّح بأن الجيش سيبقى في قمة جبل الشيخ وفي منطقة الأمن، وأن غزة ستُنزَع أسلحتها حتى آخر نفق، وأن حماس ستُجرّد من سلاحها في شمال القطاع بواسطة الجيش الإسرائيلي، وفي غزة القديمة بواسطة قوة دولية أو بواسطة الجيش نفسه.
وكان كاتس قد نشر قبل أيام أنه أصدر تعليمات للجيش بهدم وتدمير جميع أنفاق حماس في غزة، وأنه في غياب الأنفاق لن تبقى للحركة قدرة على العمل، كما نسب لنفسه الفضل في إقالة المدعية العسكرية السابقة قائلًا إنه دفع لاعتقالها، وهو ما اعتبر خطوة غير مسبوقة أدت إلى انهيار منظومة حقوقية اتهمت بحسب رأيه، زورًا جنود الجيش.
أما بشأن تعيين المدعي العسكري الجديد، فقد وقع كاتس الأسبوع الماضي على كتاب تعيين إيتاي أوفير، الذي سيدخل منصبه قريبًا، ورغم التقارير عن غضب نتنياهو، أكد مقربون منه لاحقًا أنه لم يطلب إلغاء التعيين، وأنه وصفه بـ الممتاز، وأن كبار موظفي مكتبه كانوا أيضًا مؤيدين له، وأوضح نتنياهو خلال لقائه بكاتس يوم التعيين أنه كان يجب إبلاغه مسبقًا، لكنه لم يعترض على القرار.
وتشير مصادر في الائتلاف إلى أن التسريبات السلبية من محيط نتنياهو جاءت نتيجة معارضة نجله يائير نتنياهو للتعيين، بسبب انتماء أوفير إلى مؤسسة فاكسنر وخدمته السابقة في وزارة الدفاع، وهو موقف تبناه لاحقًا عدد من نواب الجناح اليميني في الليكود.
وبرز كاتس إعلاميًا الأسبوع الماضي أيضًا بإعلانه قرار إغلاق محطة جالي تساهل الإذاعية العسكرية، وقال إنه اعتمد توصيات اللجنة التي عيّنها، وإنه سيطرح القرار قريبًا أمام الحكومة، مع هدف بإغلاق المحطة بحلول الأول من مارس 2026، بينما نتنياهو، الذي يكثر من التعليق على شؤون الإعلام في إسرائيل، لم يدلِ حتى الآن بأي تصريح حول القرار.





