الأربعاء 10 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

حين يلتقي الإبداع بالإنسانية.. دروس من طريق مجدي يعقوب ومحمد صلاح

الأربعاء 19/نوفمبر/2025 - 01:38 م

هكذا نتعلّم.. نمضي أولًا نحو المعرفة، ثم نكتشف شغفنا، فنتقن المهنة التي نُولد لنبرع فيها، فالعلم وحده لا يكفي، والموهبة وحدها لا تنمو، ولا بدّ من عمل يصقلها، وإصرار يحميها، وطريق نرسمه بأنفسنا خطوة بعد أخرى، فالإبداع ليس هبة مجانية، بل ثمرة جهد طويل وإرادة لا تنكسر.

هذه الحقيقة تجلّت بوضوح في لقاء جمع بين قيمتين كبيرتين في عالمين مختلفين،الدكتور مجدي يعقوب، الطبيب الإنسان، أمير القلوب والجراح العالمي، صاحب العطاء الذي لا يتوقف؛ والكابتن محمد صلاح، أيقونة الكرة المصرية، والنجم العالمي الذي رفع اسم بلاده في أكبر ملاعب أوروبا. قد يختلف الميدان، لكن الحلم واحد، والبدايات واحدة، والإصرار ذاته.

كان الحوار بينهما رحلة في ذاكرة البدايات، كيف وُلِد الشغف في بيئة متواضعة، وكيف صارت الظروف الصعبة وقودًا لا عائقًا. الدكتور يعقوب تحدّث بعمق عن العلم الذي لا يكتمل دون إنسانية، وعن النجاح الذي يُبنى في صمت بين غرفة العمليات ومختبرات البحث. بينما تحدّث صلاح عن حلم صغير حمله من شوارع بسيطة إلى شهرة عالمية، وعن الانضباط الذي جعله نموذجًا لكل شاب يحلم بالوصول.

سر النجاح في قصتيهما ليس لغزا، بل معادلة واضحة، موهبة تُكتَشف، وعمل لا يتوقف، وشغف لا يخبو. السر الحقيقي يكمن في الإيمان بالنفس، في احترام قيمة الوقت، وفي القدرة على النهوض بعد كل عثرة. فالموهبة شرارة، لكنها لا تُضاء إلا حين تُغذّى بالجهد، ولا تصبح نورًا إلا حين تُرافقها إرادة صلبة ورؤية واضحة. هذا ما جمع العالم الكبير بالنجم الرياضي أن كل واحد منهما صنع من حلمه حكاية، ومن تحدياته سلّمًا، ومن نفسه قدوة.

إن إتاحة الفرصة لهذه النماذج المضيئة لتشارك حكاياتها ليست رفاهية، بل ضرورة حتمية،فالأجيال الجديدة تحتاج إلى أن ترى كيف يصنع الناجحون طريقهم، وكيف يحافظون على أخلاقهم وإنسانيتهم رغم وصولهم إلى القمة. فالأمم لا ترتقي إلا حين تكرّم قدواتها، وتسلّط الضوء على قصص تستحق الرواية، وتترك أثرًا يستمر عبر السنين.

إنه ليس السير مجدي يعقوب وحده، ولا محمد صلاح وحده.. إنه الدرس الذي يقدّمه الاثنان معًا: أن النجاح ممكن، وأن الحلم مشروع، وأن الطريق يبدأ من خطوة مؤمنة، وتنتهي دائمًا عند قمة تُكتب بالعرق والموهبة والإصرار.

تابع مواقعنا