تقارير: ترامب يقدم تبريرًا يحبه الناس بشأن استهداف عصابات المخدرات خلافًا للتبرير القانوني
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، تقريرًا يشير إلى أن أجهزة وسلطات الولايات المتحدة الأمريكية تتضارب معًا من أجل تبرير هجمات الرئيس دونالد ترامب وحربه ضد عصابات المخدرات المسلحة.
ويقدم ترامب تبريرًا شعبويًا أو يحبه الناس، يشير فيه إلى أنه يشن حربه على عصابات المخدرات، من أجل إنهاء وفيات الأمريكيين بجرعات زائدة، فيما كشفت مذكرة من وزارة العدل اطلعت عليها الجارديان أنه قانونًا، تعتبر الولايات المتحدة هذه العصابات عدوًا عسكريًا، لأنها تقوم بهجمات على دول حليفة مثل المكسيك وأن مكاسبها من المخدرات تستخدمها في تمويل الهجمات على الدول الحليفة عكس المعنى المتعارف عليه لمكاسب المخدرات وهي الربح والغنى فقط.
وبالتالي يبرر ذلك استخدام القوى المفرطة في محاربة هذه الأهداف، حيث يتم اعتبار قتل عصابات الكوكايين كأضرار جانبية وليس قتلًا من منطلق العداوة التي تبررها العدل الأمريكية، وهو عكس ما يقوله ترامب وينشره.
ترامب وعصابات المخدرات
وكشفت المذكرة أنّ التبرير القانوني لضربات القوارب التي تنفذها إدارة ترامب ضدّ كارتيلات المخدرات في منطقة الكاريبي قد انحرف عن الرواية العلنية التي يقدّمها، إذ صاغ المسؤولون تلك الضربات بوصفها عملًا من أعمال الدفاع الجماعي عن النفس لصالح حلفاء الولايات المتحدة.
واستند التحليلُ القانوني، وفق ما أكده ثلاثة أشخاص مطّلعين مباشرة على المداولات الداخلية، إلى فرضية لا تتوافر لها أدلة علنية فورية، مفادها أنّ الكارتيلات تشنّ عنفًا مسلحًا ضدّ قوات أمن دول حليفة مثل المكسيك، وأنّ هذا العنف يُموَّل من شحنات الكوكايين.
وبناءً على هذا التحليل، استهدفت الضرباتُ الكوكايين نفسه، فيما عُدّت وفاة أي شخص على متن القوارب هدفًا عدائيًا أو أضرارًا جانبية في حال سقوط مدنيين، بدلًا من اعتبارها جريمة قتل.
وشكّل هذا المنطق الأساس الذي بُني عليه رأيٌ قانوني سرّي صادر عن مكتب المستشار القانوني في وزارة العدل، وهو أوضح تفسير حتى الآن لكيفية استيفاء الولايات المتحدة شروط استخدام القوة المميتة.
لكن هذا النهج مثّل انحرافًا واضحًا عن الرواية التي قدّمها دونالد ترامب للرأي العام بشأن 21 ضربة أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصًا، إذ صوّرها دائمًا كجهدٍ يهدف إلى وقف وفيات الجرعات الزائدة.
فيما أوضحَ مسؤولٌ في البيت الأبيض أن ترامب لم يقدّم حججًا قانونية في تصريحاته، رغم أنّ تلك التصريحات ظلّت السببَ العلني الوحيد المعلن لإطلاق الولايات المتحدة صواريخها، بينما يختلف التبريرُ القانوني الفعلي اختلافًا كبيرًا عن ذلك.
