بعد إصابته بالخرف.. عائلة بروس ويليس تهدي دماغه لخدمة الأبحاث الطبية
أعلنت عائلة النجم الهوليوودي بروس ويليس عن قرار استثنائي يحمل بُعدًا إنسانيًا وعلميًا كبيرًا، يتمثل في التبرع بدماغه بعد وفاته لصالح الأبحاث الطبية، والقرار جاء وفق ما كشفت عنه زوجته إيما هيمينج ويليس، ولاقى صدى عالميًا واسعًا بين الأوساط الطبية والجماهير، خاصة في ظل الحالة الصحية الدقيقة التي يمر بها الممثل المخضرم.
رحلة المرض من فقدان القدرة على الكلام إلى الخرف الجبهي الصدغي
في عام 2022، أعلن بروس ويليس اعتزاله التمثيل بعدما تم تشخيصه بفقدان القدرة على الكلام (Aphasia)، وهي حالة تؤثر مباشرة على القدرات اللغوية والتواصلية، وبعد فترة وجيزة، جرى تحديث التشخيص إلى الخرف الجبهي الصدغي FTD، وهو مرض تنكسي عصبي يسبب تغيّرات تدريجية في السلوك، الشخصية، والعلاقات الاجتماعية، إضافة إلى تراجع في مهارات اللغة.
وهذا النوع من الخرف يعد من الأمراض غير الشائعة مقارنة بمرض الزهايمر، لكنه يسبب آثارًا قاسية على المريض والعائلة بسبب تأثيره المباشر على الإدراك والقدرات العقلية عبر الزمن.
وفي كتابها الذي صدر مؤخرًا بعنوان “الرحلة غير المتوقعة، أوضحت إيما هيمينج أن العائلة، ومن ضمنها زوجته السابقة ديمي مور وبناته الخمس، اتخذت قرار التبرع على أمل أن يسهم دماغ بروس ويليس في فهم التغيرات العصبية المرتبطة بالـ FTD.
ويرى الباحثون أن مثل هذه التبرعات تُعتبر فرصة نادرة لفحص الأنسجة العصبية مباشرةً، ما يُمكّنهم من تحليل: الطفرات الجينية المحتملة، البروتينات غير الطبيعية المرتبطة بالاضطراب، والتغيرات الهيكلية الدقيقة داخل الدماغ.
إرثٌ يتجاوز مسيرته السينمائية
رغم أن بروس ويليس معروف عالميًا ببطولته لأفلام الحركة مثل Die Hard وغيرها، إلا أن إرثه اليوم يبدو موجهًا نحو مجال أكثر تأثيرًا على الإنسانية.
وبالنسبة لعائلته، لم يكن القرار مجرد إجراء طبي، بل محاولة لتحويل الألم إلى مساهمة إنسانية ملموسة قد تساعد ملايين المرضى حول العالم.
كما تأمل العائلة أن يساعد تسليط الضوء على حالته في رفع الوعي حول الخرف الجبهي الصدغي، وهي حالة لا تحظى بالاهتمام الإعلامي الكافي مقارنة بأنواع الخرف الأخرى، رغم تأثيرها المدمر على الأسر والمجتمعات.


