بحضور ممثلين عن الأديان.. منتدى دولي يناقش الذكاء الاصطناعي بين القيم وحرية المعتقد في روما
أُقيم اليوم 27 نوفمبر 2025 في قصر بالاتسو ككي بالعاصمة الإيطالية روما المنتدى الثالث للحرية الدينية تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي والحرية الدينية: حقوق، أخلاق وابتكار”.
نظمت رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية الإيطالية المنتدى بمشاركة واسعة لممثلي طوائف دينية متنوعة وأكاديميين وخبراء في مجالات الأخلاق والقانون والدين سعيًا إلى بحث التأثيرات الأخلاقية والقانونية والاجتماعية لتقنيات الذكاء الاصطناعي على حرية المعتقد وكرامة الإنسان.
افتتح المنتدى بتحية من المونسينيور ماركو ماليزيا المستشار الكنسي وكابيلّانو لوزارة الخارجية أعقبها مداخلات بارزة لشخصيات دينية وأكاديمية من مختلف الأديان.
مداخلات بارزة بالمنتدى
شدد الأب أنطونيو سبادارو من الفاتيكان على أن التكنولوجيا لم تعد منفصلة عن الروحانية بل أصبحت تمثيلًا جديدًا للطريقة التي يعبر بها الإنسان عن ذاته داعيًا المؤسسات الدينية إلى فهم البعد الأنثروبولوجي للذكاء الاصطناعي والانخراط في حوار مسؤول مع مطوري التقنية.
روّج الدكتور نادر العقاد مستشار الشؤون الدينية في المركز الإسلامي الثقافي في روما لفكرة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة تعليم كما كانت القلم سابقًا وحذر من الاعتماد الكامل على الآلة لاتخاذ قرارات أخلاقية أو دينية مشيرًا إلى افتقارها للقلب والضمير كما نادى بضرورة اعتماد ما وصفه بـ “اللوغاريتم الأخلاقي” بحيث تظل الكلمة الأخيرة للإنسان وأوضح أن خطر الذكاء الاصطناعي يكمن في أن الخوارزميات تتعلم من شبكة مليئة بانحيازات وصور نمطية ما قد يؤدي إلى التمييز ضد المعتقدات الدينية إذا لم تُراقب.
أكدت سواميني شودهاناندا غيري ممثلة عن اتحاد الهندوس الإيطاليين أن التقنية بحد ذاتها ليست خطرًا لكن استخدامها في الأيادي الخطأ قد يتحول إلى تهديد وأشارت إلى أهمية أن يكون الابتكار في خدمة الإنسان والمجتمع مع التنبه للتحديات المرتبطة بالراحة الزائدة والعزلة وفقدان المهارات البشرية.
وأكد باحثون في القانون الكنسي والقانون المدني من جامعات ومراكز بحثية أهمية صياغة أطر قانونية وأخلاقية لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بما يحترم التنوع الديني وحقوق الإنسان.
رسالة الفاتيكان والأمل في الحوار
أرسل البابا ليو الرابع عشر برقية إلى المشاركين عبر الكاردينال سكرتير الدولة أعرب فيها عن أمله أن يسهم المنتدى في ضمان حرية دينية فعّالة وفتح حوار بنّاء ومحترم بين مختلف الجماعات الدينية وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون عونًا للمجتمع شريطة ألا يمس هوية الإنسان كرامته وحرياته الأساسية.
أهمية المنتدى
أوضحت إدارة المنتدى أن في وقت يزداد فيه انتشار أنظمة الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة من العمل والتعليم إلى الإعلام واتخاذ القرار يمثل هذا المنتدى محاولة لتقديم إطار شامل يجمع بين الدين والقانون والبحث والتكنولوجيا والهدف هو ضمان أن يبقى الابتكار التقني خادمًا للإنسان لا مهددًا لهويته أو حرية معتقده.
أكدت إدارة المنتدى أن الحدث يأتي في لحظة حاسمة حيث لم تعد التكنولوجيا مجرد موضوع نقاش تقني بحت بل أصبحت محور صراع على القيم والأخلاق والإنسانية وأصبحت مسألة حرية الفكر والمعتقد في قلب هذا النقاش مع التأكيد على أن الهدف الرئيسي هو ضمان أن يبقى الابتكار التقني خادمًا للإنسان ويحترم هويته وحقوقه الدينية.
