القاهرة 24 يحاور مرشح الغلابة محمد زهران: أمتلك تاريخا نقابيا ودفعت ثمن معاركي بالتعليم.. وأحزاب الموالاة كلها مصالح والمعارضة شكلية
في قلب المطرية، وعلى مقهى بلدي بسيط مواجه للمسلة الفرعونية التي تشهد على أربعة آلاف عاما من التاريخ، جلس محمد زهران بين أهله وجيرانه كما اعتاد بدون لافتات تملأ المكان ولا صورة على كل حائط، لا مظاهر انتخابية لامعة، فقط يجلس ليقدم نفسه ببساطة: مرشح الغلابة.
يقول زهران يقول عن نفسه إنه لم يظهر فجأة في انتخابات 2025، مضيفًا: الناس عارفاني من سنين طويلة، عارفيني في معارك التعليم والنقابات.. دي مواقف دفعت ثمنها غالي قوي.
ووسط ضجيج الشارع وأكواب الشاي المتوضّعة فوق الطاولات الصغيرة، أجرى القاهرة 24 هذا الحوار الطويل مع زهران، الذي تحدث بصراحة عن المعركة الانتخابية، والمال السياسي، ومشكلاته مع وزراء التعليم، وأولوياته داخل البرلمان، ونظرته للتشريعات المثيرة للجدل مثل الإيجار القديم وقانون الإجراءات الجنائية.
وإلى نص الحوار..
في البداية.. أود أن أعرف الناس بمحمد زهران ولماذا قررت دخول انتخابات مجلس النواب؟
أبدأ بتوجيه الشكر لأهالي الدائرة اللي وصلوني لمرحلة الإعادة، وسط حجم المال السياسي وأنا بسميه بصراحة رشاوى انتخابية زي ما ظهر في الفيديوهات المنتشرة، ده مش إنجاز يُحسب ليا لوحدي، ده يُحسب لأهل المطرية، الناس هنا وطنيين، عندهم مبدأ، وما مدوش إيديهم للرشاوى، حتى المحتاج جدًا فيهم خد الفلوس وراح صوت للي مقتنع بيه، وده باين في عدد الأصوات التي حصلت عليها.
ناس كتير فاكرة إن معرفتي للناس بدأت مع انتخابات 2025، لكن الحقيقة إن الناس بتعرفني من 2009 و2010 و2011، خصوصًا العاملين في التعليم والنقابات، فأنا رئيس اللجنة النقابية للمعلمين في المطرية المنتخب منذ 2011 وحتى الآن، ونقيب معلمي مصر بحكم إن النقيب اللي سبقني استُبعد قضائيًا، وكنت الثاني في الأصوات في انتخابات نقابة المهن التعليمية 2012.
كما أنني تواصلت مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وطلبت مقابلته بوفد من المعلمين في 2015، والرئيس وافق وكلف الدكتور طارق شوقي وقتها أن يقابلني، لذلك عرضت ملفات تطوير التعليم ومطالب المعلمين ونقابتهم، بالإضافة لذلك فقد شاركت في دستور 2014، وقدمت مواد التعليم للجنة الخمسين من 19 لـ25، لذلك أنا مش جديد على السياسة ولا على مؤسسات الدولة، أولياء الأمور في الجمهورية كلها يعرفوني، لأني كنت ضد كل القرارات اللي أضرت بالتعليم، أكتر من وزير اختلفت معاهم وقدموا بلاغات ضدي، لأنّي كنت حريص إن التعليم يفضل تعليم مصري أصيل، مش نقل تجربة من بره ونحطها في بيئة مختلفة.
بينما فيما يتعلق بدخولي انتخابات 2025، فهذ ليست المرة الأولى التي أخوض تجربة الترشح، فقد دخلت مجلس الشعب ومجلس الشورى أيام الإخوان، وقت ما محدش كان بيقرب من الانتخابات لأن المجلسين كانوا محجوزين، أنا دخلت وقت كل الناس كانت بتهرب، علشان أثبت إن في ناس لسه بتاخد مواقف.
أما سبب ترشيحي لمجلس النواب، فهو استمرار لخدمة الناس بشكل رسمي بعد سنوات قضيتها في الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم في مختلف الجهات: الصحة، التضامن، التموين، المالية، والتعامل مع الوزراء.
أنا موظف بسيط، لكن الآن أمتلك الصفة الرسمية التي تمكنني من الحصول على حقوق المواطنين من مجلس النواب، كما أنني ملم بأدوات الرقابة والتشريع، ولدي مبادئ دفعت ثمنها بخمس سنوات قضيتها بين الفصل والحبس، ما يؤكد التزامي بالقيم والمواقف الوطنية.
هناك تساؤلات حول توجهاتك السياسية وانتماءاتك.. هل يمكنك توضيح موقفك السياسي؟
أؤكد أنني لا أنتمي لأي توجه سياسي محدد، وكل ما تردد عن انتمائي لجماعة الإخوان الإرهابية غير صحيح، فصحيفة حالتي الجنائية بيضاء.. ولو كان لدي أي توجهات سياسية لما كنت عدت للعمل كموظف بإدارة المطرية.
البعض يردد أن زهران دخل انتخابات النواب دون برنامج واضح فقط اعتمد على دعاية الشارع.. كيف ترد على ذلك؟
أنا ضد فكرة البرامج اللي بتوعد الناس بحاجات مش في يد النائب، النائب لا بيغير كهرباء ولا منظومة تموين ولا بيبني مراكز شباب، ده شغل الحكومة، برنامجي الحقيقي هو مشاكل أهل المطرية اللي أنا عايش في وسطهم، مراكز شباب متهالكة، مشاكل في التموين وبطاقاته، تكدس قمامة رغم أن المواطن بيدفع رسوم رسمية، ومشاكل صحية وتعليمية.
أنا عارف ده كله لأني مش مرشح بييجي قبل الانتخابات بشهر، أنا قاعد في عرب الطويلة، وسط الناس، على القهوة، في الشارع، مع الموظف والعامل والمهندس والدكتور، أنا مش تريند ولا فيديو ولا نفخة إعلامية، عندي تاريخ نقابي وخدمي وسياسي، ضحيت بوظيفتي وبحريتي وبراتبي، ودفعت ثمن مواقفي، الناس دفعتلي 40 ألف جنيه رسوم الترشح والكشف الطبي، وأنا ما أقدرش أدفعهم، اللي دفع 10 جنيهات أو 50 أو 100 هو ابن الشارع، الناس مش هتدفع لحد ضعيف، هيدفعوا للشخص اللي شايفين إنه هيجيب لهم حقهم، وهم اللي وصلوني للإعادة رغم إن سعر الصوت وصل 800 ثم 1000 جنيه قدام عيني هنا في الشارع، أنا ما بلومش اللي خد فلوس أنا بلوم اللي وصّله لده.
لو افترضنا فوزك بمقعد النواب.. ماذا ستقدم للناس؟
النائب مش نائب دائرة وبس، النائب نائب عن الشعب كله، فكرة إن النائب بتاع الدائرة بس، دي فكرة ناس مش فاهمة، أنا نائب عن المطرية آه، لكن في الأساس نائب عن الشعب المصري كله، اللي أقدر أعمله لأهالي المطرية بعد النجاح، بإذن الله هو نفس اللي كنت بعمله طول عمري، لكن بصفة رسمية، أنا فاهم المخصصات المالية لكل وزارة، وده جزء من خبرتي، لأني شاركت في وضع دستور 2014، وكنت ضمن لجنة الخمسين، ودي أول وآخر مرة في تاريخ مصر يدخل فيها معلم يشارك في وضع الدستور، الدولة وقتها قدرت قيمة محمد زهران، وقدرت إن التعليم لازم يكون له صوت حقيقي.
أنا فاهم إزاي الميزانيات بتتوزع، وزارة التربية والتعليم بتوزع موازناتها على المديريات والإدارات أحيانًا بالتساوي، وأحيانًا تنحاز لمنطقة على حساب منطقة، مصر الجديدة مثلًا عندها تعليم خاص أكتر، وعندها طرق كويسة، لأنها منطقة محورية للدولة، لكن المطرية فيها تكدّس سكاني رهيب، وصرف صحي متهالك، ومياه ضعيفة، وخدمات مرهقة، أنا فاهم ده وعارف أجيب حق الدائرة من البنود القانونية نفسها، أقدر أقول لوزير المالية: هات من بند كذا وحط في المطرية من بند كذا، مش هدخل أقول له: اديني للمطرية، وهو يرد: منين؟، لاء أنا عارف المخصصات وعارف الأدوات وعارف القانون، الفرق هنا إيه؟ النائب اللي جاي بفلوسه أو عن طريق حزب مش هيجرؤ يفتح بقه، أما أنا مين له فضل علي بعد ربنا الناس اللي في الشارع، اللي دفعت 40 ألف رسوم ترشح وكشف طبي، الناس اللي محتاجة، علشان كده عنيا هتبقى مفتحة وهشتغل من غير ما أكون محكوم ولا مربوط بأي طرف.
مشاكل التعليم كثيرة من أهمها قلة الإنفاق.. حدثنا عن خطتك لزيادة الإنفاق والتغلب على أزمة الكثافة بالفصول وكيف يمكنك إقناع الحكومة بها؟
في 2014 كنا بنصرف أقل من 2% من الناتج المحلي على التعليم، الدول كلها فوق 5 و7 و10%، إحنا عارفين ظروف البلد فنزود واحدة واحدة لكن لازم نزود، مش هجيب تجربة سنغافورة والطالب عندي مش لاقي كرسي ولا مروحة ولا كتاب، زي ما قلت قبل كده: ما ينفعش تديني متر قماش وتقولي اعمل لي منه بالطو، لو عايزين تطوير لازم إنفاق، ولازم أولويات، ولازم نوجه الميزانيات اللي مش بتخدم المواطن لخدمة المواطن.
لازم نزود الإنفاق على التعليم محدش يقولي نجيب تجربة سنغافورة والطالب عندي مش لاقي كرسي.
كما أن المعلم والطبيب أقل دخل في الدولة، دي إحصائيات الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، إزاي التعليم يتطور والمعلم أقل مرتب؟ دي مشكلة ولازم تتحل، الحلول السطحية زي الفترتين مصيبة، الطالب يدخل 7 الصبح يخرج 11 إلا ربع، لا اتعلم ولا استفاد، ده مجرد نقل طابور لفصل، الطالب مش بيروح المدرسة من سنين، ولو راح، مش هنلاقي له مكان ولا مدرسين. الحل الحقيقي إن الطالب يرجع المدرسة، وده مش هيحصل غير لما تترفع الميزانية، لما نزلت الشارع في المطرية لقيت أرض 9 فدادين وحتة تانية تبع الأوقاف، دول يحلّوا مشاكل التعليم هنا ويبقى عندي مدارس للبنين والبنات بدل ما يروحوا الزاوية والسلام والمرج.
أنت رئيس تيار استقلال المعلمين.. كيف يمكنك دعم المُعلمين تحت قبة البرلمان؟
أولويتي هي توجيه ميزانية الدولة للوزارات الخدمية، وبالذات البنود اللي تخدم المواطن مباشرة، ما ينفعش موظف في إدارة محلية ياخد 5 آلاف جنيه، ونفس المؤهل في ديوان الوزارة ياخد 15 ألف، أنا ضد العنصرية في المرتبات، الموظفين كلهم عندهم نفس الاحتياجات، ثروات الدولة يجب أن تعود للمواطن: البترول، مناجم الذهب، الفوسفات، رمل سيناء، ده كله ملك الشعب مش ملك حد. لازم العائد يرجع للناس.
كيف ترى نجاحك في الوصول إلى الإعادة وسط هذه المنافسة القوية؟
الوصول للإعادة وسط حجم المال السياسي والفيديوهات المنتشرة كان اختبار لنزاهة المواطنين، والناس هنا وطنيين، عندهم مبدأ، وما مدوش إيديهم للرشاوى، حتى المحتاج جدًا فيهم خد الفلوس وراح صوت للي مقتنع به، ده دليل على وعي المواطنين ومبادئهم.
هل ترى الأحزاب والقوى السياسية الموجودة على الساحة سواء موالية أو معارضين تخدم الشارع
هما مش أحزاب موالاة دي أحزاب مصلحة، تأسست لمصالح شخصية، وأصحابها أصحاب ملايين، بيقولوا إنهم أحزاب الدولة، وهم ما بيخدموش الدولة في حاجة.
أما عن أحزاب المعارضة، أغلبهم مش بيعرفوا يعارضوا، دي معارضة شكلية مش معارضة بجد.
هل ترى الدكتور زهران قادرًا على استجواب أحد الوزراء أو سحب الثقة من آخر؟
أنا لا أرفض مساءلة الوزراء، لكني أرفض الشكل التقليدي لها أن أهدّد الوزير، سأطلب بسحب الثقة من أي وزير فاشل في مكانه، وهقدّم طلبات إحاطة، لكن الأهم من ده إنّي أقعد مع الوزير وأقول له البنود المالية في وزارته غلط، وإن في مستشارين مسيطرين على تلت الميزانية في الصحة والبيئة والتعليم والقوى العاملة، ولازم الفلوس دي تروح للبنود اللي تخدم المواطن وتعمل طفرة.
