عبد العزيز بنيج: المغرب تحت ضغط التتويج بأمم إفريقيا.. ومصر لديها تركيبة قادرة على حصد اللقب| حوار
يتواصل العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس أمم إفريقيا وهي أحد أبرز الاستحقاقات الكروية التي تنتظر المنتخبات العربية والإفريقية، وبالتزامن مع قرب انطلاق البطولة تزداد الحاجة إلى قراءة فنية دقيقة ورؤية خبير قادر على تحليل المشهد الكروي بموضوعية وعمق.
في هذا السياق، نحاور عبر القاهرة 24 اللاعب الدولي المغربي السابق عبد العزيز بنيج، أحد أبرز الأصوات التحليلية في كرة القدم المغربية بفضل خبرته الطويلة ورؤيته الفنية العميقة التي تجعله حاضرًا دائمًا في قراءة المشهد الكروي بموضوعية ودقة.

حوار القاهرة 24 مع عبد العزيز بنيج
في هذا الحوار، فتح عبد العزيز بنيج قلبه ليقدّم رؤية شاملة تُلامس واقع اللعبة وتحدياتها، ويكشف عن أهم ما يحتاجه المنتخب المغربي للذهاب بعيدًا وتحقيق الألقاب، مؤكدًا أن كرة القدم تُلعب على تفاصيل صغيرة قد تغيّر مصير بطولات بأكملها.. وإلى نص الحوار
عبد العزيز بنيج تحدث عن مشاركة المنتخب المغربي الثاني في كأس العرب، وضغوط استضافة كأس أمم إفريقيا، وحظوظ أسود الأطلس في التتويج بالـ كان، إضافة إلى تقييمه لفرص المنتخبات العربية وفي مقدمتها منتخب مصر.
كيف ترى خوض منتخب المغرب لبطولة كأس العرب بلاعبين أغلبهم محليين ومحترفين في دوريات عربية وليس المنتخب الأول؟
منتخب المغرب الثاني يضم لاعبين مخضرمين وإمكانيات كبيرة جدًا وطارق السكتيوي مدرب لديه إمكانيات كبيرة رأيناها مع المنتخب الأولمبي ورأينا أنه استطاع تكوين روح مناسبة لتُسيّر هؤلاء الأفراد، ونتائج مميزة.
أظن أن المنتخب الثاني سيذهب بعيدًا في كأس العرب، واللاعبون كلهم إمكانياتهم كبيرة وهذه الإمكانيات لا بد أن تكون حاضرة في البطولة، وأن يكون لديهم عزيمة كبيرة للفوز بالبطولة.
هل هناك لاعبين يستحقون التواجد مع المنتخب الثاني في كأس العرب؟
اللاعبون استحقوا التواجد ضمن القائمة، ويستحقوا أن يكونوا أساسيين وطارق السكتيوي ضم لاعبين سيلعبون كل المباريات، وأعتقد أنه سيعتمد على سياسة التدوير؛ لأن كل العناصر معتادة أن تلعب مع بعضها البعض وهناك تفاهم وانسيابية بينهم، وطارق السكتيوي سيلعب على هذا الأمر، ورأينا ذلك في المباريات الودية، وكان هناك احترامًا كبيرًا بين اللاعبين والجهاز الفني.

هل ترى أن هناك ضغطًا على منتخب المغرب الثاني؟
عليهم مسؤولية كبيرة وهو استكمال النتائج الإيجابية للمنتخبات المغربية ومحاولة التتويج بالبطولة، ولا شيء غير ذلك.
بخصوص كأس أمم إفريقيا.. ما رؤيتك للبطولة التي تنظمها المغرب؟
كأس أمم إفريقيا 2025 تختلف عن البطولات الأخرى، لا سيما أنها من تنظيم المغرب، ومنتخب المغرب سيكون عليه ضغطًا كبيرًا خصوصًا على اللاعبين، ولكن كرة القدم تُلعب على جزئيات.
من وجهة نظرك.. ماذا ينقص منتخب المغرب للتتويج بكأس أمم إفريقيا رغم أنه يمتلك الفريق الأفضل في القارة؟
رأينا في البطولات الماضية اللاعبون مثلًا أهدروا مثلًا ركلات جزاء مثل ما حدث في بطولة 2019 حينما أهدر حكيم زياش ضد بنين، وأهدر أشرف حكيمي في البطولة الماضية ضد جنوب إفريقيا، وكل تلك الأشياء تجعلك تتخيل أن المباريات لك وفجأة تصبح عليك.
كرة القدم تُلعب على جزئيات صغيرة، صحيح أن منتخب المغرب دائمًا ما يدخل تلك البطولة وهو من ضمن المرشحين، ولكن الترشيح شيء والملعب شيء آخر.
لا بد من الاحتفاظ بالتركيز في كل المباريات وأهم شيء هو النتيجة، وليس إرضاء لاعب بعينه بل أهم شيء هو النتيجة، لا بد أن يفعل كل شخص ما بوسعه لكي يتوّج منتخب المغرب بتلك البطولة.

البعض يقول إن البطولة محسومة لمنتخب المغرب.. هل توافقهم الرأي؟
هناك مرشحين كُثُر للتتويج بالبطولة، في مقدمتهم منتخب المغرب بالطبع، ولكن هناك منتخبات قوية، هناك خصوم ومنافسين هيأت أنفسهم ولديهم نفس الطموح، ولا يجب اعتقاد أن المغرب ما دام هو منظم البطولة فـ هو فائز، بل الفائز هو من سيستحق ذلك على أرض الملعب.
هل تنتظر أداء مميز من اللاعبين أم أن الفوز بالبطولة هو أهم شيء؟
الإعلام والجمهور دائمًا يطلبون الأفضل وأداء أفضل ومقنع، ولكن في الحقيقة أظن أن في الأخير النتيجة الأهم وليس الأداء.
كوت ديفوار كانت خارج المسابقة وبدايتها كارثية ولكن في الأخير فازت باللقب، بعدما كانوا في البيت أصبحوا أبطالًا وهذا يدل أنهم كانوا تحت ضغط كبير، وعادوا بمعنويات أخرى بعدما تخلصوا من الضغط عقب التأهل الإعجازي.

رأينا أيضًا في أمم أوروبا حينما توجت الدنمارك وهي لم تكن مشاركة أساسًا في البطولة وضمّوا اللاعبين من الإجازة وفي النهاية توجوا بالبطولة.
في البطولة المقبلة بالنسبة لمنتخب المغرب فـ التركيز يكون على النتيجة فقط، ولِمَ لا نفعل أداء أيضًا مميز، ولكن في الأول والأخير بالنسبة لي النتيجة هي الأهم.
كيف يتعامل منتخب المغرب مع ضغط الجمهور؟
الشيء الوحيد الذي من الممكن أن يتفوق فيه منتخب المغرب على بقية المنتخبات هو الضغط الجماهيري والدعم والمساندة، ولكن لا بد ألا يأخذ أكثر من حجمه، فـ اللاعبون يلعبون كأنها مباريات عادية لا عليهم أن يُظهروا أنهم الأفضل من البداية بل يجب اللعب بثبات.
منتخب المغرب في آخر نسختين غادر مبكرًا.. ما هي الدروس المستفادة التي يجب التركيز عليها من جانب الركراكي واللاعبين؟
المباريات ستُلعب في ملاعب جميلة ما سيسمح بإظهار كل القدرات، وأعتقد أن منتخب المغرب تعلّم الدرس من بطولتي 2019 و2022، ولا بد من التركيز طيلة المباراة على النتيجة وعدم إضاعة فرصة لتسجيل الأهداف خصوصًا إذا كانت ضربة جزاء حتى لا نقع في نفس الفخ.
ما هي حظوظ المنتخبات العربية في الـ كان المقبلة؟
منتخب مصر والجزائر وتونس مرشحين للتتويج خصوصًا أن البطولة تُلعب في شمال إفريقيا بعيدًا عن الرطوبة والطقس في البلدان الجنوب إفريقية، ومن الممكن أن تكون هناك بعض المفاجآت.
أخيرًا.. بمناسبة منتخب مصر كيف ترى حظوظه في المسابقة الحالية تحت قيادة حسام حسن؟
أرى أن منتخب مصر مرشح قوي لا سيما أنه يضم لاعبين مميزين على أعلى مستوى، منهم محترفين في أوروبا كلهم مميزين، واللاعبون المحليون الذين ينشطون في الدوري المصري نُكّن لهم كل الاحترام، وحتى هم محترفين بمعنى الكلمة.

منتخب مصر قوي ولديه إمكانيات كبيرة جدًا وأسلوبه الخاص، ولكنه سيعاني من الضغط الجماهيري الواقع عليه الكبير للغاية لأن لديهم تطلعات كبيرة جدًا، ولكن هذا على كل المنتخبات وليس مصر فقط.




