الكلاب الزرقاء في تشيرنوبيل.. الحقيقة المدهشة وراء لونها الغريب
في اكتشاف مثير للجدل، ظهرت صور لعدد من الكلاب الضالة في منطقة تشيرنوبيل المحظورة، التي تحول فراؤها إلى اللون الأزرق الفاتح، مما أثار تكهنات حول تعرضها للإشعاع أو حدوث طفرات وراثية، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
الكلاب الزرقاء في تشيرنوبيل
وأكد المتطوعين المحليين ومنظمات رعاية الحيوانات، أن السبب أكثر غرابة وأقل خطورة مما تم تداوله، وبحسب مؤسسة Clean Futures Fund CFF، فإن اللون الأزرق في فراء الكلاب لم ينتج عن الإشعاع أو الطفرات، بل جاء نتيجة تدحرج الكلاب في مرحاض متنقل مقلوب، ما أدى إلى تلطيخ فرائها باللون الأزرق الفاتح.
وهذه السلوكيات، حسب المتطوعين، طبيعية لدى الحيوانات، حيث تميل الكلاب إلى التدحرج في أي شيء حولها، بما في ذلك الفضلات، كما هو معروف لدى مالكي الكلاب.
وانتشرت صور هذه الكلاب في أكتوبر الماضي عبر صفحات التواصل الاجتماعي، مما أثار موجة من التعليقات والتكهنات بأن الكلاب قد تكون طورت طفرات جينية نتيجة التعرض للإشعاع منذ حادثة كارثة تشيرنوبيل في عام 1986.
وقال الدكتور تيموثي أ. موسو من جامعة ساوث كارولينا إن مثل هذه الافتراضات غير دقيقة، وأن اللون الأزرق لا يعكس طفرة وراثية أو تأثير إشعاعي، بل هو دليل على السلوك غير الصحي لبعض الكلاب.
ومنذ عام 2017، تم رعاية حوالي 700 كلب يعيشون داخل المنطقة المحظورة التي تبلغ مساحتها 18 ميلًا مربعًا حول محطة تشيرنوبيل، وهم من نسل الحيوانات الأليفة التي تُركت بعد إجلاء السكان عقب الكارثة النووية.
وازدهرت الحياة البرية في المنطقة منذ فرار البشر، وأظهرت دراسة عام 2024 أن بعض الكلاب طورت قدرات مناعية خاصة ضد الإشعاع والتلوث والمعادن الثقيلة، مما ساعدها على البقاء في بيئة شديدة الخطورة.
زرغم أن الإشعاع في المنطقة المحظورة لا يزال أعلى بستة أضعاف الحد المسموح به للبشر، وتبقى المنطقة غير صالحة للسكن لما يقرب من 3000 عام، فإن الكلاب الزرقاء تبرز كظاهرة غريبة لكنها ليست مرتبطة مباشرة بالإشعاع، بل بسلوك طبيعي غريب في بيئتها الفريدة.


