مصر في كأس العرب.. من مصنع النجوم إلى منتخب يتيم
أسدل الستار على رحلة منتخب مصر بقيادة حلمي طولان في كأس العرب، بأداء مخيّب للآمال بعد هزيمة كارثية أمام منتخب الأردن بثلاثية نظيفة.
وودّع الفراعنة البطولة محتلّين المركز الثالث في ترتيب المجموعة الثالثة، بلا أي فوز، بعد التعادل أمام الإمارات والكويت، ثم الخسارة المدوية على يد النشامى.
كيف تغيّر حضور منتخب مصر في كأس العرب؟
لم تتمثل أزمة منتخب مصر في كأس العرب في الخروج من الدور الأول فقط، بل في عدم تقديم أداء جيد على مدار المباريات الثلاث، حيث غابت الفاعلية الهجومية في معظم الفترات، وغلب الطابع الدفاعي على الأداء.
وبرّر حلمي طولان، المدير الفني للمنتخب، الخروج الكارثي من كأس العرب بعدم تلقيه الدعم اللازم قبل المشاركة في البطولة، حيث قال عقب اللقاء: هذا المنتخب وُلد يتيمًا، الجميع اعتقد أننا سنسافر لخوض مواجهات ودية وليست رسمية.
وأوضح أن المنتخب لم يتلقَ سوى دعم شخصين فقط، هما المهندس هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة، والإعلامي مدحت شلبي. وتابع في تصريحاته: المسؤول الوحيد عن إهانة منتخب مصر شخص واحد فقط، هو من بيده إيقاف الدوري، لكنه رفض ذلك وضحّى بسمعة مصر والكرة المصرية.

منتخب كأس العرب مصنع النجوم
وبجانب غياب الدعم حسبما أكد طولان، لكن المدرب تلقى العديد من الانتقادات بسبب اختياراته للقائمة وارتفاع معدل الأعمار السنية للاعبين، وسط تجاهل عدد من اللاعبين الشباب بالدوري المصري.
وجاء ذلك على عكس التجربة التي قدمها البرتغالي كارلوس كيروش مدرب المنتخب الأسبق في البطولة ذاتها، وتحديدًا في النسخة الماضية التي أقيمت في قطر عام 2021.
ورغم اكتفاء منتخب مصر بالمركز الرابع وقتها، لكن البطولة شهدت ميلاد عددًا من النجوم أبرزهم محمد عبد المنعم مدافع الأهلي السابق ونيس الفرنسي الحالي، والذي يعد أحد أبرز نجوم الدفاع في المنتخب الأول.
كما شهدت البطولة ذاتها تألق لافت للاعب الراحل أحمد رفعت، وإمام عاشور نجم الأهلي الذي بات واحدًا من أفضل لاعبي الدوري المصري بشكل عام وخط الوسط بشكل خاص.

وعلى مدار تاريخ مشاركات مصر في كأس العرب، اعتادت الجماهير على ظهور أسماء بارزة خلال تلك البطولة، في ظل حصول بعض الوجوه على فرصة أكبر للظهور الدولي.
فقد شهدت نسخة عام 1988 من البطولة ظهور طارق سليمان، نجم المصري البورسعيدي الأسبق، حيث قدم أداءً مميزًا ساهم في ضمه لاحقًا إلى قائمة المنتخب الأول في كأس العالم 1990. والأمر نفسه ينطبق على أيمن شوقي، مهاجم الأهلي الأسبق، الذي برز اسمه في النسخة ذاتها.
كما شهدت بطولة كأس العرب 1992 ميلاد علي ماهر، نجم الأهلي ومدرب سيراميكا كليوباترا الحالي، على المستوى الدولي، عندما قرر الراحل محمود الجوهري إشراكه مع الفراعنة لأول مرة وهو في السادسة عشرة من عمره.
ولم يخِب علي ماهر ظنّ مدربه، إذ قدم أداءً مميزًا في البطولة وصنع هدفًا في المباراة النهائية أمام السعودية، ليبدأ مشواره الدولي مع المنتخب الأول.


