دراسة: الاستخدام المكثّف لوسائل التواصل الاجتماعي يضعف تركيز الأطفال تدريجيًا
حذّرت دراسة بحثية حديثة من التأثيرات السلبية للاستخدام المتزايد لمنصات التواصل الاجتماعي على قدرات التركيز لدى الأطفال، مشيرةً إلى أن الوقت الطويل الذي يقضيه الصغار على تطبيقات مثل إنستجرام وسناب شات وتيك توك قد يرتبط بانخفاض واضح في قدرتهم على الانتباه بمرور الوقت.
الاستخدام المكثّف لوسائل التواصل الاجتماعي يضعف تركيز الأطفال تدريجيًا
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Pediatrics Open Science، أن المتابعة التي أجريت على أكثر من 8،300 طفل أمريكي تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عامًا، كشفت ارتفاع متوسط ساعات الاستخدام اليومي لمنصات التواصل من نصف ساعة فقط في سن التاسعة إلى نحو ساعتين ونصف عند بلوغ الثالثة عشرة.
والبروفيسور توركيل كلينغبرج، الباحث الرئيسي من معهد كارولينسكا السويدي، قال إن الدراسة تشير إلى أن التشتت المستمر الناتج عن الإشعارات والرسائل والتنبيهات الرقمية ينعكس مباشرة على قدرة الأطفال على التركيز.
وأضاف أن مجرد انتظار رد على رسالة يمكن أن يشغل الطفل ذهنيًا حتى دون استخدام الجهاز فعليًا.
ولاحظ الباحثون أن تراجع التركيز كان مرتبطًا بالاستخدام المتزايد لوسائل التواصل تحديدًا، بينما لم تظهر علاقة مشابهة مع مشاهدة التلفاز أو ألعاب الفيديو، مما يعزز فرضية أن طبيعة المحتوى السريع والتفاعلي لهذه التطبيقات هي العامل الأكثر تأثيرًا.
وبحسب النتائج، فإن ضعف الانتباه لم يكن مرتبطًا بالخلفية الاجتماعية أو بالميل الوراثي نحو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، كما لم تتأثر مستويات الاندفاع أو فرط النشاط بين الأطفال، وهو ما يشير إلى أن المشكلة ترتبط بالتركيز وحده وليس بجميع أعراض اضطراب ADHD المعروف.
كما كشفت الدراسة أن الأطفال الذين كانوا يعانون من ضعف سابق في الانتباه لم يكونوا الأكثر استخدامًا لهذه المنصات، ما يعزز فكرة أن الاستخدام نفسه هو الذي يرفع احتمالات ضعف التركيز، وليس العكس.


