قصة كفاح.. فاطمة ابنة قنا تجوب الشوارع بالتروسيكل لبيع الجبن والعسل لتربية أبنائها: بصحى الفجر عشان لقمة العيش
لم يكن لديها مؤهلٌ عالٍ تعمل به، ولا حرفةٌ تستطيع من خلالها توفير حياة كريمة لأبنائها، لكنها لم تقف مكتوفة الأيدي، بل فكرت فيما تعلّمته من والدتها قبل زواجها، وهو صناعة الجبن القريش.
ورغم عدم امتلاكها ماشيةً نظرًا لظروفها المادية الصعبة، قررت شراء منتجات الألبان من الأسواق بأسعار مناسبة لتصنع منها الجبن القريش والجبن القديم، حتى صنعت لنفسها مهنة أصبحت مصدر رزقها، واشتهرت بها، وأصبحت الزبائن تأتي إليها من مختلف القرى.
هي السيدة فاطمة، في الأربعينيات من عمرها، تقيم في قرية الشيخية بمركز قفط جنوبي محافظة قنا، متزوجة ولديها أربعة أبناء: ثلاث بنات وولد، وزوجها عاملٌ أُجريّ يعاني أزمة صحية. أنشأت لنفسها مشروعًا لبيع الجبن منذ ثلاثة أعوام، ومن خلاله استطاعت تزويج ابنتها الكبرى دون مساعدة من أي أحد.
وقالت السيدة فاطمة خلال لقائها مع "القاهرة 24" إنها عاشت أيامًا صعبة بسبب كثرة مصروفات أبنائها، بينما زوجها مريض وعمله لا يكفي قوتهم اليومي، لذلك فكرت في مساعدته في زيادة دخلهما لتوفير متطلبات أبنائهم. فاتخذت من الجبن والعسل مشروعًا لها، ونجحت من خلاله في توفير دخل جيد واكتسبت شهرة واسعة في مختلف القرى.
كفاح فاطمة ابنة قنا.. تجوب الشوارع بالتروسيكل لبيع الجبن والعسل والبيض لتربية أبنائها: "بصحى الفجر عشان لقمة العيش"
وأضافت ابنة قنا أنها تعلمت القيادة من أشقائها، واقترضت مبلغًا من إحدى شركات القروض، واشترت "تروسيكل" بالتقسيط لتجوب به الشوارع وتبيع منتجاتها في مختلف الأسواق. وقد ساعدها ذلك في الانتشار والتوسع في مجالها، حيث أضافت إلى منتجات الجبن السمنة البلدي والمِشّ والعسل الأسود والبيض، ومن خلال مشروعها تمكنت من سداد أقساط التروسيكل وتزويج ابنتها الكبرى دون انتظار مساعدة من أحد.
وذكرت السيدة فاطمة أنها تستيقظ يوميًا قبل أذان الفجر لتجهّز منتجاتها التي صنعتها في الليلة السابقة، ثم تصلي الفجر وتخرج لتجوب الشوارع بالتروسيكل حتى الساعة العاشرة صباحًا، وبعدها تتوجه إلى موقف مدينة قفط وتقف هناك لبيع منتجاتها حتى الساعة الثالثة عصرًا، ثم تعود إلى منزلها مرة أخرى للتحضير ليومها التالي.
وتابعت: كل الناس انتقدتني في البداية خاصة إني لابسة نقاب وإزاي أسوق تروسيكل لكني لم ألتفت لأحد فقط فكرت في حاجة أبنائي وحاليًا الكل أصبحت يشجعني".. بهذه الكلمات اختتمت السيدة فاطمة حديثها وأنها راضية بعيشتها وسعيدة بنجاح مشروعها وإقبال الناس عليها من مختلف القرى رغبة في شراء منتجاتها البسيطة.
