الإثنين 15 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

المفتي: مواجهة الفقر على رأس قضايا الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء| خاص

الدكتور نظير عياد
أخبار
الدكتور نظير عياد
السبت 13/ديسمبر/2025 - 01:27 م

في إطار الاستعداد لفعاليات الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان: «الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة»، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الفتوى لم تعد مجرد إجابة عن سؤال شرعي، بل أصبحت منظومة معرفية وتنظيمية حية تتفاعل مع الواقع المتغير، وتربط بين النصوص الشرعية ومقتضيات العصر، بما يسهم في تعزيز الأمن الاجتماعي وصون الكرامة الإنسانية.

المفتي: مواجهة الفقر على رأس قضايا الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء

وأشار فضيلة المفتي في تصريحات لـ القاهرة 24، إلى أن مواجهة الفقر والتخفيف من معاناة الفئات الأكثر احتياجًا تأتي على رأس القضايا التي ستناقشها الندوة الدولية المقرر عقدها يومَي الإثنين والثلاثاء 15–16 ديسمبر 2025 بالقاهرة، وذلك للوقوف على مدى إسهام الفتاوى في تفعيل مؤسسات الزكاة والوقف لمكافحة الفقر، وتحويل العمل الخيري إلى استثمار إنساني عبر دعم المشروعات الصغيرة.

وأكد فضيلته أن الفتوى أدَّت دورًا محوريًّا في توجيه العبادات المالية،  كالزكاة والصدقات والوقف والكفارات والنذور، نحو التحول من الإعانة المؤقتة إلى التمكين الاقتصادي المستدام، من خلال توظيف أموال العبادات في مجالات التعليم والتأهيل، بما يعزز استقلالية الفقراء وينقلهم من دائرة العوز إلى الاكتفاء والإعالة.

وحول الملفات التي ستناقشها الندوة، لفت مفتي الجمهورية الانتباه إلى أنها لا تقتصر على مناقشة القضايا الاقتصادية، بل تمتدُّ إلى القضايا الصحية المعاصرة التي تمثل إحدى ساحات الاجتهاد الكبرى، وعلى رأسها قضايا التطعيمات واللقاحات، وزراعة الأعضاء، والعلاج الجيني، وحدود استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، والطب التجميلي بأنواعه، وجميع ما يستجد من نوازل طبية تتطلب اجتهادًا جماعيًّا رصينًا.

وفي هذا السياق، أكد فضيلته أن الفتوى تجسد حلقة وصل بين مقاصد الشريعة في حفظ النفس ومعطيات العلم الحديث، بما يفتح أبواب التيسير للمرضى، ويعزز التعاون بين علماء الشريعة والأطباء، ويسهم في مواجهة الشائعات التي تهدد الصحة العامة.

وشدد مفتي الجمهورية على أن الفتوى المنضبطة تمثل ركيزة أساسية في بناء الوعي وحماية المجتمعات من الفوضى الفكرية والتوظيف الخاطئ للدين، مؤكدًا أن الندوة تستهدف الخروج بمخرجات علمية وتطبيقية واضحة، من بينها أدلة إفتائية ومواثيق مهنية تسهم في تطوير الخطاب الإفتائي وتعزيز أثره الإنساني في الواقع المعاصر.

وأخيرًا، أوضح فضيلة مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء المصرية تسعى من خلال هذه الندوة إلى ترسيخ منهج الاجتهاد الرشيد المؤسسي، وتعزيز أُطر التعاون بين المؤسسات الإفتائية والعلمية والبحثية على المستويين الإقليمي والدولي، بما يضمن صدور فتاوى منضبطة تراعي المآلات وتحفظ كرامة الإنسان، وتدعم الاستقرار المجتمعي وتعزز الأمن الفكري.

جدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة الفعاليات والأنشطة العلمية والفكرية التي تنظمها دار الإفتاء المصرية، في إطار حرصها على تعزيز قنوات التواصل والحوار، وترسيخ دور الإفتاء المؤسسي في معالجة قضايا الواقع المعاصر، والتي كان من أبرزها مؤخرًا الاحتفال بمرور 130 عامًا على تأسيس دار الإفتاء المصرية، التي جسَّدت تاريخًا ممتدًّا من العطاء العلمي والوسطية والالتزام بقضايا الوطن والإنسان، وأكدت الدور المحوري للدار في خدمة المجتمع وتعزيز الوعي الديني الرشيد داخليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.

تابع مواقعنا