الأربعاء 17 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

ماذا يفعل الصمت الطويل بدماغ الإنسان؟ | دراسة

 صورة تعبيرية
صحة وطب
صورة تعبيرية
الثلاثاء 16/ديسمبر/2025 - 07:54 م

يُعدّ الصمت حالة إنسانية معقّدة، لا يمكن تصنيفها على أنها إيجابية أو سلبية بشكل مطلق، فبينما يحتاج العقل إلى فترات من الهدوء لاستعادة توازنه، قد يتحوّل الصمت المطوّل إلى عبء نفسي وعصبي إذا تجاوز حدوده الطبيعية، وعلم الأعصاب يقدّم تفسيرًا دقيقًا لتأثير الصمت على الدماغ، كاشفًا عن وجهين متناقضين لهذه الحالة، وذلك وفقًا لما نشر في الماركا.

ماذا يفعل الصمت الطويل بدماغ الإنسان؟

عند استخدام الصمت بشكل واعٍ ومحدود، تظهر له فوائد واضحة على الصحة الذهنية، إذ يساهم في تهدئة الجهاز العصبي، ويؤدي إلى انخفاض معدلات ضربات القلب وضغط الدم، مع تقليل إفراز هرمونات التوتر.

وتشير دراسات عصبية إلى أن فترات الصمت اليومية قد تلعب دورًا في تحفيز تكوين خلايا عصبية جديدة داخل منطقة الحُصين، المرتبطة بالذاكرة والتعلّم. 

كما يساعد الهدوء على تحسين التركيز، وتعزيز القدرة على حل المشكلات، وفتح المجال أمام التفكير الإبداعي.

وفي هذا السياق، ينشّط الصمت ما يُعرف بـ«شبكة الوضع الافتراضي في الدماغ، وهي المسؤولة عن التأمل الذاتي، وتنظيم الأفكار، ومعالجة التجارب الداخلية، ما يمنح العقل فرصة لإعادة ترتيب المعلومات بعيدًا عن الضغوط الخارجية.

وفي المقابل، قد يحمل الصمت الطويل والمستمر آثارًا سلبية، خاصة في حالات العزلة أو نقص التحفيز السمعي لفترات ممتدة، فغياب الأصوات قد يدفع الدماغ إلى إعادة توظيف مناطق سمعية لوظائف حسية أخرى، مثل البصر أو اللمس، وهو ما قد يؤدي إلى شعور بالارتباك أو القلق.

وتحذّر بعض الأبحاث من أن العزل الصوتي الشديد قد يتسبب في اضطرابات إدراكية، تشمل تشوه الإحساس بالزمن أو حتى ظهور هلوسات سمعية في بعض الحالات، نتيجة افتقاد الدماغ للمدخلات الحسية المعتادة.

ولا يعني الصمت بالضرورة الخمول أو الفراغ، بل قد يكون مساحة للتأمل العميق وتجديد الطاقة الذهنية، غير أن الخبراء يشددون على أهمية التوازن، فكما أن الضوضاء المستمرة تُرهق الدماغ، فإن الصمت المفرط قد يخلّ باستقراره الوظيفي.

تابع مواقعنا