اكتشاف علمي يعيد رسم خريطة جيولوجيا المحيطات تحت مثلث برمودا.. ما القصة؟
كشف فريق دولي من العلماء عن بنية جيولوجية عملاقة وغير مسبوقة تقع أسفل مثلث برمودا، في اكتشاف من شأنه إعادة تنظيم الفهم العلمي لتكوّن قاع المحيطات ونشأة الجزر المعزولة.
اكتشاف علمي يعيد رسم خريطة جيولوجيا المحيطات تحت مثلث برمودا
وأظهرت النتائج وجود طبقة صخرية ضخمة مغمورة أسفل القشرة المحيطية قرب جزيرة برمودا، ترتبط بشكل مباشر باستمرار ارتفاع الجزيرة رغم توقف النشاط البركاني فيها منذ ملايين السنين.
الدراسة، التي نُشرت في نوفمبر 2025 بمجلة Geophysical Research Letters، قادها ويليام فريزر من مؤسسة كارنيجي للعلوم، بالتعاون مع جيفري بارك من جامعة ييل.
واعتمد الباحثون على تحليلات زلزالية دقيقة لرصد التغيرات في سرعة ومسار الموجات الزلزالية المقبلة من زلازل بعيدة، والتي تم تسجيلها عبر محطة رصد متخصصة في برمودا.
وأوضحت البيانات وجود طبقة صخرية يصل سمكها إلى نحو 20 كيلومترًا، تقع بين القشرة المحيطية ووشاح الأرض، وهو تكوين لم يتم توثيقه من قبل في أي منطقة أخرى معروفة.
كما كشفت القراءات أن هذه الطبقة أقل كثافة مما كان متوقعًا وفق النماذج الجيولوجية التقليدية، ما أثار تساؤلات جديدة حول آليات تشكّل الجزر المحيطية.
ويرى العلماء أن هذا التكوين الصخري يعمل كدعامة طبيعية، تساعد على إبقاء جزيرة برمودا مرتفعة فوق قاع المحيط، على عكس ما يحدث عادة للجزر، التي تتوقف عن تلقي الصهارة من البؤر الساخنة، حيث تميل تدريجيًا إلى الغرق. وبحسب الدراسة، فإن هذه الطبقة تؤدي دورًا يشبه الطفو الجيولوجي، محافظـة على استقرار الجزيرة عبر ملايين السنين.
كما ربط الباحثون أصل هذا التركيب بأحداث جيولوجية عميقة تعود إلى مراحل تكوّن وتفكك القارة العظمى بانجيا، قبل مئات الملايين من السنين. وتدعم هذه الفرضية نتائج سابقة لتحاليل الحمم البركانية في المنطقة، والتي أشارت إلى مصادر قادمة من أعماق وشاح الأرض.
وأكد القائمون على الدراسة أن هذا الاكتشاف لا يقتصر تأثيره على فهم جيولوجيا برمودا فحسب، بل يفتح آفاقًا جديدة لدراسة تطور قيعان المحيطات والجزر المعزولة عالميًا، ومن المقرر تنفيذ أبحاث إضافية خلال الفترة المقبلة باستخدام تقنيات زلزالية وجيوكيميائية أكثر تطورًا، للكشف عن تفاصيل أدق حول نشأة هذا التكوين الفريد ودوره في تاريخ الأرض الجيولوجي.


