الإثنين 22 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الحقني يا زياد.. صغير فقد والدته في حادث احتراق سيارة عمال على طريق الضبعة

زياد أحد مصابي حادث
محافظات
زياد أحد مصابي حادث الإقليمي
الأحد 21/ديسمبر/2025 - 07:50 م

على طرق لا تعرف الرحمة، تتحول لقمة العيش إلى رحلة موت، وتصبح الطفولة شاهدًا على مآسٍ تفوق قدرتها على الاحتمال. 

ففي حادثٍ مأساوي جديد على طريق الضبعة، لم يفقد الطفل زياد أمه فحسب، بل فقد الأمان والبراءة في لحظة واحدة، حين شاهد والدته تحترق أمام عينيه داخل سيارة عمال انقلبت واشتعلت بالنيران، ليبقى المشهد محفورًا في ذاكرة طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره.


 

تفاصيل الواقعة 

الحادث وقع إثر انقلاب سيارة سوزوكي محمّلة بعدد من العمال، خلال توجههم لجمع محصول الطماطم، ما أدى إلى اشتعالها بالكامل، وأسفر عن مصرع 7 أشخاص، بينهم والدة الطفل زياد، وإصابة عدد من الركاب، كان من بينهم الطفل نفسه.

شهود عيان، قالوا لـ القاهرة 24: إن زياد، ابن قرية معصرة صاوي بمحافظة الفيوم، خرج مع والدته في الساعات الأولى من الصباح للعمل باليومية، في مشهد يتكرر يوميًا لأطفال تركوا مقاعد الدراسة واتجهوا إلى الحقول بحثًا عن الرزق، وعند وقوع الحادث، تمكن زياد من القفز خارج السيارة قبل اشتعالها بلحظات، وكانت نجاته شبه مؤكدة، إلا أن صوت استغاثة والدته غيّر كل شيء.

«الحقني يا زياد».. كلمات خرجت بصوتٍ واهن من داخل السيارة المشتعلة، لتدفع الطفل للعودة إلى قلب النيران، محاولًا إنقاذ والدته بيدين صغيرتين وقلبٍ أكبر من عمره.

وحاول زياد سحب والدته بعيدًا عن ألسنة اللهب، لكن قوة النيران كانت أقسى من قدرة الطفل، فلم يتمكن من إنقاذها، لتفارق الحياة أمام عينيه، بينما أصيب هو بحروق متفرقة في جسده، نُقل على إثرها لتلقي العلاج.

وأكد مقربون أن زياد خرج من الحادث مصابًا بجرحين، جرح جسدي تركته الحروق، وآخر نفسي أعمق، هو فقدان والدته في مشهد لن تمحوه الأيام.

ويعيد الحادث فتح ملف سيارات العمالة اليومية غير المؤهلة، وغياب اشتراطات السلامة، إلى جانب مأساة عمالة الأطفال الذين يُجبرون على مواجهة طرق الموت بدلًا من الجلوس في الفصول الدراسية، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين وتشديد الرقابة على هذه السيارات. 

تابع مواقعنا