ارتفاعات قياسية للفضة خلال 2025 مدفوعة بالطلب الصناعي والتحول للطاقة الشمسية
شهدت أسعار الفضة في 2025 تحولًا لافتًا جعلها تخرج من ظل الذهب بقوة غير مسبوقة، بعدما تحولت من معدن يُنظر إليه تقليديًا باعتباره أقل شأنًا إلى نجم مستقل في أسواق المعادن النفيسة.
ولم تكن القفزات السعرية الأخيرة مجرد موجة مضاربية عابرة، بل جاءت نتيجة تداخل عوامل هيكلية وصناعية ونقدية وجيوسياسية أعادت رسم دور الفضة داخل المحافظ الاستثمارية، وفتحت الباب أمام تساؤلات واسعة حول مستقبلها في 2026 وما بعدها.
ارتفاعات قياسية للفضة خلال 2025 مدفوعة بالطلب الصناعي والتحول للطاقة الشمسية
ووفقا لـ رويترز، خلال عام 2025، سجلت الفضة مكاسب قوية تفوقت في فترات عديدة على الذهب، إذ ارتفع سعرها بنحو 140% منذ بداية العام ليقترب من 70 دولارًا للأونصة في أحدث التداولات، هذا الأداء الاستثنائي أعاد إلى الواجهة الجدل القديم حول أسباب تفوق الفضة أحيانًا على الذهب رغم تقلباتها الأعلى.
ويرجع هذا الصعود بالأساس إلى الطبيعة المزدوجة للفضة، فهي تجمع بين كونها ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين المالي، ومعدنًا صناعيًا رئيسيًا في الوقت ذاته. وتشير البيانات إلى أن أكثر من نصف الطلب العالمي على الفضة يأتي من الاستخدامات الصناعية، ما يجعل أسعارها شديدة التأثر بدورات النمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي.
وفي عام 2025، تزامن ذلك مع تصاعد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة العالمية، لا سيما في الولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى تراجع الدولار وتعزيز جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب والفضة. إلا أن انخفاض السعر الاسمي للفضة مقارنة بالذهب جعلها أكثر جذبًا للمستثمرين الباحثين عن عوائد أعلى ضمن مستويات مخاطرة أكبر.
وفي هذا السياق، توقع تريفور ييتس، كبير المحللين الاستثماريين في Global X ETFs، استمرار قوة الفضة خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الأسواق تسعّر بيئة اقتصادية أكثر إيجابية في 2026، مع ترجيحات بتوجه الاحتياطي الفيدرالي نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرًا. وأضاف أن سوق الفضة مرشح لمواصلة تسجيل عجز في المعروض، مدفوعًا بانتعاش الطلب الصناعي، خاصة من قطاع الطاقة الشمسية، مقابل نمو محدود في الإنتاج.
ولعبت السياسة النقدية العالمية دورًا محوريًا في هذا الصعود، إذ أدى انخفاض العوائد الحقيقية على السندات إلى تقليص كلفة الفرصة البديلة لحيازة المعادن النفيسة، ما عزز الطلب الاستثماري على الفضة، بالتوازي مع تأثير ضعف الدولار على الأسعار.
كما برز قطاع الطاقة الشمسية كأحد أهم المحركات الهيكلية لارتفاع أسعار الفضة، باعتبارها مكونًا أساسيًا في تصنيع الخلايا الكهروضوئية. ومع التوسع العالمي في مشروعات الطاقة النظيفة، ارتفع الطلب الصناعي بوتيرة تجاوزت التوقعات، ما خلق دعمًا طويل الأجل للأسعار، يتجاوز تأثيرات المضاربة قصيرة الأجل.
وبين رهانات السياسة النقدية والتحول الطاقي العالمي، باتت الفضة في 2025 لاعبًا رئيسيًا في أسواق المعادن النفيسة، مع توقعات باستمرار زخمها خلال السنوات المقبلة.


