الجمعة 26 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

خبير طاقة كهربائية: مشاريع الطاقة الشمسية وتخزين الهيدروجين الأخضر تعزز استقرار الشبكة في مصر

الهيدروجين الأخضر
اقتصاد
الهيدروجين الأخضر
الخميس 25/ديسمبر/2025 - 05:37 م

أوضح الدكتور أحمد الشناوي، خبير الطاقة الكهربائية، أن الهيدروجين الأخضر بات من أكثر المصطلحات تداولًا على الساحة العالمية، وسط اعتباره أحد الحلول الواعدة لأزمة الطاقة التي تواجه العالم، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من التساؤلات حول ماهيته وإمكاناته الحقيقية.

خبير طاقة كهربائية: مشاريع الطاقة الشمسية وتخزين الهيدروجين الأخضر تعزز استقرار الشبكة الكهربائية في مصر

وأضاف الشناوي في تصريحات لـ القاهرة 24، أن الهيدروجين يُنتَج من خلال التحليل الكهربي للماء، الذي يتكون من ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين، لافتًا إلى أن تصنيفات ألوان الهيدروجين، وفقًا للأمم المتحدة، تعتمد على نوع الطاقة المستخدمة في عملية التحليل الكهربي، فالهيدروجين الأسود يُنتج باستخدام كهرباء مولدة من الفحم، بينما يُنتج الهيدروجين الأخضر باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح.

وأشار إلى أن الهيدروجين الأخضر يُعد وقودًا نظيفًا لا ينتج عنه أي انبعاثات كربونية، وهو ما دفع أوروبا، خاصة بعد الأزمة الروسية – الأوكرانية ونقص إمدادات الغاز الطبيعي، إلى التوسع بقوة في استخدامه كبديل آمن ومستدام.

 الدكتور أحمد الشناوي خبير الطاقة الكهربائية
 الدكتور أحمد الشناوي خبير الطاقة الكهربائية

وأردف أن القارة الأوروبية شهدت طفرة ملحوظة في وسائل النقل المعتمدة على الهيدروجين الأخضر، حيث بدأت في إنتاج سيارات تعمل به، مع إنشاء محطات وقود مخصصة لتموينها، موضحًا أن هذه السيارات، على غرار السيارات الكهربائية، صديقة للبيئة وقليلة الصيانة. كما أنتجت فرنسا، عبر شركة ألستوم، أول قطار يعمل بالهيدروجين الأخضر، في إطار التوجه الأوروبي نحو ما يُعرف بـ النقل الأخضر أو النقل النظيف.

ولم يقتصر الأمر على النقل البري، بحسب الشناوي، إذ بدأت تجارب تشغيل أول سفينة حاويات تعمل بالهيدروجين الأخضر، في خطوة تعكس اتساع نطاق الاعتماد على هذا الوقود في مختلف وسائل النقل.

وأوضح خبير الطاقة، أن الهيدروجين الأخضر يمتلك طاقة تعادل ثلاثة أضعاف الوقود الأحفوري، ولا ينتج عنه أي انبعاثات كربونية، ما يجعله خيارًا مثاليًا لمحطات الكهرباء التقليدية التي تعمل بالغاز الطبيعي، حيث يمكن مزجه مع الغاز بنسبة تصل إلى 20% باستخدام نفس البنية التحتية القائمة، دون الحاجة إلى إنشاءات جديدة أو تكاليف إضافية. كما يمكن تخزينه لاستخدامه وقت الأزمات أو تقلبات أسعار الوقود.

وأشار الشناوي إلى أن الإنتاج العالمي الحالي من الهيدروجين الأخضر يبلغ نحو 80 مليون طن سنويًا، لافتًا إلى تقديرات تشير إلى أن هذا الوقود سيلبي نحو 25% من احتياجات العالم من الطاقة بحلول عام 2050، بحجم مبيعات سنوية قد تصل إلى 770 مليار دولار.

وأوضح أن مجلس الطاقة العالمي توقع أن تغطي استراتيجيات الهيدروجين الوطنية، بحلول عام 2025، دولًا تمثل أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مع إقبال دول كبرى مثل كندا وفرنسا واليابان وأستراليا وألمانيا والصين على التوسع في إنتاجه، كما أعلنت أوابك أن عدد الدول العربية المهتمة بالاستثمار في مشروعات الهيدروجين الأخضر ارتفع إلى سبع دول، من بينها مصر.

وفيما يتعلق بمصر، أكد الدكتور أحمد الشناوي أن الدولة قطعت شوطًا كبيرًا في هذا الملف، منذ توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2022 بإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتوفير البنية التحتية اللازمة، في إطار رؤية مصر 2030 للتحول إلى الطاقة المستدامة.

وأضاف أن أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر افتُتح بالفعل في نوفمبر 2022 بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بشراكة بين صندوق مصر السيادي وشركة سكاتك النرويجية، بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 15 ألف طن سنويًا، كما وقعت مصر في يونيو 2024 اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته بمنطقة رأس شقير، بما يعزز التنمية المستدامة ويضيف قيمة لقناة السويس من خلال تموين السفن بالوقود الأخضر.

وأشار الشناوي إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر في أبريل 2025 شهدت توقيع اتفاقية لتطوير محطة متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بمنطقة رأس شقير، بطاقة مستهدفة تصل إلى مليون طن سنويًا على ثلاث مراحل بدءًا من عام 2029.

وفي سياق متصل، أوضح أن الحكومة المصرية وافقت في ديسمبر 2025 على إضافة أنظمة تخزين بالبطاريات لمحطات الطاقة الشمسية بقدرة تصل إلى 5700 ميجاوات، في إطار التعاون مع شركة سكاتك، وهو ما يُعد أكبر مشروع من نوعه في مصر، ويمثل نقلة نوعية في دعم استقرار الشبكة الكهربائية.

واختتم الدكتور أحمد الشناوي حديثه بالتأكيد على أن هذه المشروعات العملاقة تؤهل مصر بقوة لتكون من أكبر منتجي الهيدروجين الأخضر ومشتقاته عالميًا، وتدعم تحولها إلى مركز إقليمي وعالمي للطاقة والوقود الأخضر، مشددًا على أن الهيدروجين الأخضر هو وقود المستقبل بلا منازع.

تابع مواقعنا