الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025.. ظواهر استثنائية تشعل انطلاقة الكان
شهدت الجولة الأولى من بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 سلسلة من الظواهر والأحداث اللافتة، التي عكست الطابع الدرامي المعتاد للبطولة الإفريقية، وجعلت الانطلاقة حافلة بالأرقام القياسية والمفارقات غير المتوقعة، سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه.
الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025.. ظواهر استثنائية تشعل انطلاقة الكان
ويرصد القاهرة 24 في الأسطر التالية، أبرز ظواهر الجولة الأولى من بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 التي تستضيفها المغرب في الفترة من 21 ديسمبر حتى الـ18 من يناير 2026.
البداية كانت من مباراة مصر وزيمبابوي، حيث أن مخرج اللقاء عرض صور لاعبي زيمبابوي خلال عزف النشيد الوطني لـ مصر، في لقطة مثيرة أثارت سخرية الجميع وانتقادات للمخرج.

ولفت الأنظار حارس زيمبابوي المخضرم أريبي واشنطن صاحب الأربعين عامًا، الذي عاد للظهور أمام منتخب مصر، بعد أن كان حاضرًا أيضًا في مواجهة المنتخبين عام 2013، ليجسّد استمرار جيل كامل في الملاعب الإفريقية.
كما شهدت الجولة قصة مميزة للاعب الزيمبابوي جونا فابيش، نجل مدرب ألماني، والمولود في كينيا، والحامل للجنسيتين الألمانية والزيمبابوية، قبل أن يختار تمثيل منتخب زيمبابوي، ولكن اللافت للنظر أن اللاعب هو ابن المدرب الألماني رينارد فابيش والذي قاد زيمبابوي في مباراة مصر في تصفيات كأس العالم 1994 حيث تمت إصابته “بطوبة”؛ لتتم إعادة المباراة في فرنسا ويفقد المنتخب المصري بعدها التأهل للمونديال، في سابقة هي الأولى من نوعها.
ومن اللقطات الغريبة النادرة التي خطفت الأنظار، هي احتفال مشجع مصري بهدف منتخب زيمبابوي في شباك منتخب بلاده، حيث نال انتقادات لاذعة بسبب هذا التصرف.

وفي سياق آخر، شهدت مباراة الكونغو الديمقراطية وبنين تعطل تقنية VAR، ما أدى إلى عدم احتساب ركلة جزاء صحيحة، حيث ذهب الحكم لمراجعة اللقطة ولكنه تفاجأ أن الشاشة لا تعمل؛ ليقرر استمرار اللعب رغم وجود ركلة جزاء للمنتخب البنيني ولم يتم احتسابها في النهاية، في واقعة أثارت جدلًا تحكيميًا واسعًا مبكرًا في البطولة.
وفي 2019، حياة دينيس أوميدي لاعب منتخب أوغندا الذي سجل هدف منتخب بلاده في شباك تونس كانت أقل من العادية، طالب دبلوم تمريض يقضي النهار في المذاكرة، والليل يرتدي الزي الرسمي ويقف حارسًا في سجن، وكانت كرة القدم وقتها مجرد هواية، لكنه في الوقت ذاته كان يحلم أن يكون لاعبًا محترفًا، ولعب في نادي كيتارا الأوغندي ثم انتقل لنادي APR في بوروندي، وهي نقلة عادية لكنها نجاح صغير بالنسبة له، وبعد 6 أعوام يظهر اللاعب في عمر الـ31 ويلعب مع أوغندا في أمم إفريقيا وسط أكبر منتخبات القارة، وأمام تونس في أول مباراة بالبطولة، ورغم الخسارة 3-1 إلا أن لحظة تسجيله هدفًا ستظل نجاحًا جديدًا على الأقل بالنسبة للاعب الذي احتفل احتفالًا جنونيًا استغربه البعض.

كما عرفت الجولة الأولى ريمونتادتين مثيرتين، الأولى لمنتخب مصر الذي عاد من الهزيمة أمام زيمبابوي 1-0 للفوز 2-1، والثانية لمنتخب بوركينا فاسو الذي قلب تأخره أمام غينيا الاستوائية بهدفين قاتلين في الدقيقتين 95 و98.
وبالإضافة إلى الريمونتادا، شهدت المجموعة الثانية التي تضم “مصر وجنوب إفريقيا وأنجولا وزيمبابوي” انتهاء كل مباريات الجولة الأولى في تلك المجموعة بنتيجة 2-1، حيث انتصر منتخب جنوب إفريقيا على أنجولا 2-1 في اللحظات الأخيرة من المباراة، وهو ما حدث في مباراة مصر وزيمبابوي حيث انتصر الفراعنة بهدفًا قاتلًا لتصبح النتيجة 2-1.
كما خطف جواتسيوني فوكو حارس منتخب بوتسوانا الأضواء، بعدما حصل على تقييم 10 من تطبيق سوفا سكور العالمي، وذلك رغم تلقي شباكه ثلاثة أهداف أمام السنغال، بفضل تصديه لـ14 تسديدة، بينها عشر محاولات من داخل منطقة الجزاء، محققًا أعلى عدد تصديات في تاريخ البطولة.

ومن الأرقام القياسية أيضًا في الجولة الأولى، سجل منتخب مصر رقمًا قياسيًا جديدًا، بعدما سدد 35 تسديدة أمام زيمبابوي، وهو أعلى رقم في مباراة بكأس الأمم الإفريقية منذ عام 2010، وذلك وفقًا لتصنيف أوبتا العالمي.
وشهدت البطولة لأول مرة في تاريخها إهدار ركلتي جزاء في أول مباراتين، الأولى للمغرب أمام جزر القمر، والثانية لمنتخب مالي أمام زامبيا.
كما دوّن رياض محرز اسمه في السجلات، بتسجيله أسرع هدف في أمم إفريقيا 2025، بعد 81 ثانية فقط في شباك السودان.

وبالاستمرار مع المنتخب الجزائري، خطف لوكا زيدان الأنظار بظهوره حارسًا لمرمى منتخب الجزائر للمرة الأولى في بطولة رسمية، وسط حضور لافت لعائلته وعلى رأسهم والده الأسطورة زين الدين زيدان في المدرجات لدعمه، في لقطة حملت بُعدًا إنسانيًا مؤثرًا.

وكان الغضب حاضرًا على بعض النجوم، حيث أن فيكتور أوسيمين نجم منتخب نيجيريا غضب بعد استبداله ورفض الاستماع إلى إريك شيل المدير الفني لمنتخب نيجيريا عقب أن حاول التحدث معه واحتواء الموقف.

كما توجه المهاجم الجزائري بغداد بونجاح غاضبًا إلى غرفة الملابس عقب الفوز على السودان ولم يحتفل مع الجماهير.. والسبب هو عدم تمرير عادل بولبينة الكرة له في آخر ثواني المباراة.

وكان هناك لفتة طيبة من محمد شحاتة لاعب منتخب مصر خلال مباراة زيمبابوي حيث خلع جاكته ويمنحها لطفل مغربي، على هامش مباراة المنتخب الوطني أمام زيمبابوي، بسبب شدة برودة الطقس في المغرب، ونال تصرف اللاعب إشادة واسعة من رواد مواقع التواصل، الذين أثنوا على إنسانيته، خاصة في ظل الأجواء الباردة داخل الملعب، مؤكدين أن ما فعله جاء بعفوية ودون انتظار لالتفات الكاميرات، ويأتي هذا المشهد بعد أيام قليلة من لقطة مشابهة شهدتها مباراة منتخب تونس أمام أوغندا، حيث حرص لاعبو “نسور قرطاج” على حماية الأطفال المرافقين لهم من الأمطار قبل انطلاق اللقاء، في تصرف لاقى احترامًا كبيرًا من الجماهير، ورسّخ فكرة أن كرة القدم أخلاق قبل أن تكون نتائج.

وأخيرًا، شهدت الجولة انتصارات لمنتخبات شمال إفريقيا: مصر، المغرب، تونس، والجزائر، مقابل خسارة منتخبين عربيين هما جزر القمر والسودان.




