وزير الدولة لشؤون الخارجية الصومالي: نعمل على مواجهة اعتراف إسرائيل باستقلال صومالي لاند.. وتحرك لقمة عربية إسلامية| حوار
أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بـ أرض الصومال كدولة مستقلة ذات سيادة جدلًا واسعًا في الداخل الصومالي والإقليم المحيط، فبينما اعتبر قادة أرض الصومال الخطوة بأنها "لحظة تاريخية" تعزز مساعيهم المزعومة للإنفصال منذ عام 1991، رأت الحكومة الصومالية أن الاعتراف يمثل اعتداء مباشرا على سيادتها ووحدة أراضيها.
وفي ظل تصاعد التوترات السياسية بعد إعلان إسرائيل الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة، وما تبعه من ردود فعل غاضبة من الحكومة الفيدرالية الصومالية التي اعتبرت الخطوة اعتداءً صارخًا على سيادة البلاد ووحدتها الوطنية، تبرز أسئلة ملحة حول مستقبل الأزمة ومآلاتها على الداخل الصومالي والإقليم المحيط.
وفي هذا السياق، أجرينا هذا الحوار مع علي عمر، وزير الدولة لشؤون الخارجية الصومالي، الذي يوضح موقف الحكومة، ويكشف عن طبيعة التحركات الدبلوماسية الجارية، والتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لمواجهة هذه التطورات، إضافة إلى رؤيته لمخاطر الانقسام على وحدة الصومال واستقراره.
وإلى نص الحوار..
في البداية كيف تنظر الحكومة الفيدرالية والشعب الصومالي إلى الاعتراف الإسرائيلي؟
الصومال تدين الإجراءات غير القانونية التي اتخذتها دولة إسرائيل في الشؤون الداخلية والسيادة الوطنية للصومال، عقب اعتراف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بإقليم أرض الصومال كدولة مستقلة مزعومة.
واعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال كدولة مزعومة لا يمكن قبوله من قبل الحكومة الصومالية أو الشعب، ونحن في مقديشو ننصح إسرائيل بالتراجع عن هذه الإجراءات الانقسامية والالتزام بالقانون الدولي.
ما هي التحركات الصومالية في حال لم تتراجع إسرائيل عن قرارها؟
في حال استمرار التحركات غير القانونية الإسرائيلية ستسلك الحكومة الصومالية جميع السبل الدبلوماسية لضمان مواجهة هذا العمل العدواني من جانب إسرائيل وإفشاله.
ماذا لو اعترفت إثيوبيا بإقليم أرض الصومال كدولة مستقلة كما فعلت إسرائيل؟
لا يمكن الإجابة على هذا التساؤل في الوقت الحالي كونه افتراضيُا، فإثيوبيا لم تقدم على تلك الخطوة بعد كما فعلت إسرائيل.
هل هناك تنسيق بين مصر والصومال للتحرك إقليمًا ودوليًا للرد على تلك الخطوة الإسرائيلية؟
مقديشو تعمل مع أشقائها وأصدقائها وشركائها الدوليين في جميع أنحاء العالم لمواجهة الخطوة الإسرائيلية، وذلك بتنسيق الجهود الصومالية لمواجهة الاعتداء الإسرائيلي بالاعتراف غير القانوني بإقليم أرض الصومال كدولة مستقلة.
هل تتحرك الصومال عسكريًا في صومالي لاند لغلق باب الانفصال ومنع تكراره داخليًا؟
الحكومة الفيدرالية الصومالية في مقديشو متمسكة بمسؤوليتها في حماية الوحدة الوطنية والسلامة الإقليمية، وتظل ملتزمة باتباع جميع السبل المناسبة والقانونية للحفاظ على هذه المسؤولية.
هل يمكن لهذا الاعتراف أن يفتح الباب أمام دول أخرى للاعتراف بالإنفصال مثل إثيوبيا؟
هذا التطور غير المسبوق من قبل إسرائيل وإعلانها الاعتراف بإقليم أرض الصومال دولة مستقلة، قد يكون له آثار بعيدة المدى على العديد من الدول الإفريقية وليس الصومال فقط حيث لا تزال التوترات العرقية أو القبلية المماثلة قائمة نتيجة للحدود الاستعمارية، والتي قبلها الاتحاد الأفريقي في قمة القاهرة عام 1964.
هل سنرى تحرك صومالي لقمة عربية أو قمة عربية إسلامية؟
نعم الصومال ستتحرك دبولمسيًا لعقد قمة عربية وقمة عربية إسلامية لمواجهة الخطوة الإسرائيلية غير المسبوقة المتمثلة في الاعتراف باستقلال جزء من الصومال، لما يمثله من إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد.
ما هو تأثير الخطوة الإسرائيلية بالاعتراف بدولة أرض الصومال على استقرار القرن الإفريقي والبحر الأحمر؟
لا تقتصر هذه القضية على الصومال فحسب، بل تؤثر بشكل مباشر على استقرار القرن الإفريقي والبحر الأحمر وخليج عدن والأمن البحري العالمي، خاصة أن الإجراءات الأحادية وغير القانونية التي تقوّض سيادة الدول وسلامة أراضيها على طول الممرات البحرية الحيوية تُنذر بخطر زعزعة استقرار إقليمي أوسع، وتُشجّع على التشرذم، وتُضعف الجهود الجماعية لحماية طرق التجارة الدولية والتعاون الأمني.
ويتعين على الدول المسؤولة التصرّف بضبط النفس، والالتزام بالقانون الدولي، وتجنّب الخطوات التي تُؤدّي إلى تصعيد التوترات أو تُرسّخ سوابق خطيرة، ويعتمد الاستقرار في هذه المناطق على احترام السيادة، وعدم التدخّل، والالتزام المشترك بالسلام والأمن، لا على الإجراءات التي تُؤجّج الانقسام أو تُثير حالة عدم اليقين.



