أشجار عيد الميلاد تغزو شوارع بريطانيا وسط استمرار إضراب عمال النظافة.. ما القصة؟
غمرت أكوام من أشجار عيد الميلاد الملقاة، والزينة اللامعة، وعبوات الطعام وورق التغليف شوارع مدينة برمنغهام البريطانية، في مشهد يعكس حجم معاناة السكان مع استمرار إضراب عمال النظافة للعام تقريبًا دون حل.
أشجار عيد الميلاد تغزو شوارع بريطانيا بسبب إضراب عمال النظافة
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أعرب سكان بريطانيون غاضبون عن استيائهم الشديد بعدما امتلأت صناديق القمامة بالنفايات المتراكمة بعد يومين فقط من 25 ديسمبر، حيث تُركت أكياس القمامة السوداء وبقايا احتفالات عيد الميلاد لتتعفن في شوارع مناطق سمول هيث وبوردسلي غرين، وسط غياب أي موعد واضح لجمع النفايات.
ويأتي هذا الوضع بعد أشهر طويلة من الإضرابات التي بدأت في يناير الماضي، حين دخل عمال جمع القمامة في مجلس مدينة برمنغهام في نزاع مع المجلس حول الأجور والوظائف، قبل أن يتحول الأمر إلى إضراب شامل ومفتوح في مارس.
وقال سكان محليون إن النفايات المتراكمة والقمامة الملقاة عشوائيًا جعلت الحياة اليومية جحيمًا، خاصة مع ترجيحات باستمرار الإضرابات حتى العام الجديد، وقال بول دالغليش الذي يبلغ 44 عامًا، وهو أب لطفل من سمول هيث: كنت أخشى فترة الأعياد، وبعد يوم واحد فقط من عيد الميلاد ساء الوضع بشكل ملحوظ.
وأضاف: الأمر يدعو للخجل، تنظر حولك وتشعر بالإحراج من العيش في هذه المدينة حاليًا. رؤية الفئران المنتشرة في كل مكان أمر محبط للغاية، وفي هذا الوقت من العام كنا نأمل العكس تمامًا، ومن الصعب الشعور بأجواء الاحتفالات وأنت تفتح باب منزلك لتجد الشوارع في فوضى عارمة، والجميع سئموا من هذا الوضع.

وفي السياق نفسه، قال أحد السكان، إنه يعاني من الربو ويشعر بتدهور حالته الصحية عند المرور بجوار القمامة المتراكمة، مضيفًا: هناك الكثير من الفئران، لكننا مضطرون للتعايش مع الأمر، إنها فوضى كاملة ولا نعرف ماذا نفعل، لقد بذل الناس قصارى جهدهم، لكن البعض لا يراعي غيره ويلقي النفايات عشوائيًا.
ومن جانبها، قالت غيل بورغيس، إحدى سكان المدينة، إن مشكلة إلقاء النفايات بشكل غير قانوني تفاقمت بسبب الإضرابات، مؤكدة: لا أحد يفعل شيئًا حيال ذلك، وحتى المتاجر باتت تلقي نفاياتها في الخارج.

في المقابل، أعلنت نقابة يونايت أن أعضاءها يخططون لتنظيم اعتصام ضخم ثالث في برمنغهام الشهر المقبل، محذّرة من أن التحركات الاحتجاجية قد تستمر إلى ما بعد الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في مايو، ومن المقرر أن ينضم عمال مجلس المدينة إلى عمال الوكالات التابعة لشركة جوب آند تالنت العاملين في جمع النفايات، على خطوط الاعتصام.

وقال أوناي كساب، المسؤول الوطني الرئيسي في نقابة يونايت: من حق سكان برمنغهام أن يقلقوا إزاء استمرار معاناة إضرابات عمال النظافة خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وربما إلى ما بعد الانتخابات المحلية في مايو، لكن مجلس المدينة هو المسؤول الوحيد عن هذا النزاع المستمر.
وأضاف: لا تزال النقابة ملتزمة تمامًا بالعودة إلى مفاوضات جادة للتوصل إلى اتفاق عادل يضمن حقوق العمال المتضررين، ويضع حدًا لثقافة التنمر والتهديدات بالإدراج في القوائم السوداء.




