حصاد 2025.. الاتحاد المصري للجولف يحقق طفرة تنظيمية ومالية استثنائية ويعيد مصر للمشهد العالمي
لم يعد الحديث عن رياضة الجولف في مصر مقتصرًا على لعبة محدودة الانتشار أو نشاطًا هامشيًا داخل المنظومة الرياضية، بل بات نموذجًا لتحول مؤسسي متكامل تقوده إدارة واعية برؤية اقتصادية وسياحية ورياضية.
وخلال عام 2025، نجح الاتحاد المصري للجولف، برئاسة عمر هشام طلعت مصطفى، في إحداث تغيير جذري في بنية اللعبة، عبر حزمة من القرارات والتنظيمات الدولية التي أعادت مصر إلى خريطة الجولف العربية والدولية، ووضعتها على مسار مستدام للنمو والتوسع.
كما سجّل الاتحاد المصري للجولف خلال عام 2025 نجاحًا استثنائيا، بعدما تحولت اللعبة من نشاط محدود التأثير إلى منصة رياضية وسياحية ذات عائد اقتصادي مباشر. حيث نجح الاتحاد في تنظيم خمس بطولات دولية كبرى، وتحقيق فائض مالي تاريخي، فضلا عن المشاهدات المليونية عبر منصات البث المختلفة، وتحقيق زيادة غير مسبوقة في عدد الممارسين بشكل يعكس طفرة حقيقية قادها الاتحاد المصري ليعيد رسم خريطة الجولف إقليميًا ودوليًا.
عام استثنائي من التنظيم الدولي والعودة إلى الخريطة العالمية
أحد أبرز ملامح حصاد 2025 تمثّل في استضافة وتنظيم خمس بطولات دولية كبرى خلال فترة زمنية قصيرة، في إنجاز يعكس قدرة تنظيمية عالية ورؤية واضحة.
واستضافت مصر البطولة العربية للناشئين والسيدات في مدينتي وقطامية ديونز، ثم بطولة مصر الدولية للهواة في ملعب جولف دريم لاند، تلتها بطولة مصر الدولية للناشئين والسيدات في جولف نيو جيزة، وصولًا إلى الحدث الأبرز بعودة بطولة مصر المفتوحة للمحترفين في مدينتي بعد توقف دام 15 عامًا، بمشاركة لاعبين من 35 دولة، ثم تنظيم بطولة البحر الأحمر الدولية للمحترفين في جولف السخنة ضمن سلسلة “Egypt Golf Series”، التي مثّلت نقلة نوعية في مسيرة اللعبة داخل مصر، ليس فقط من حيث عدد البطولات، بل من حيث تنوع المواقع الجغرافية، وإعادة اكتشاف سواحل البحر الأحمر كوجهة متميزة لرياضة الجولف، بعيدًا عن حصر اللعبة في نطاق العاصمة.
فائض مالي تاريخي ونقلة في الاستدامة الاقتصادية
على المستوى المالي، حقق الاتحاد المصري للجولف لأول مرة في تاريخه فائضًا ماليًا بلغ نحو 7 ملايين جنيه، نتيجة تنمية الموارد الذاتية، وإبرام عقود رعاية وشراكات استراتيجية مع مؤسسات كبرى. هذا الإنجاز وضع الاتحاد على مسار الاستدامة المالية، ليصبح نموذجًا في الإدارة الاقتصادية للاتحادات الرياضية.
توسّع القاعدة وزيادة الممارسين
خلافًا للفكرة الشائعة عن الجولف كلعبة نخبوية، شهد عام 2025 توسعًا ملحوظًا في قاعدة الممارسين، حيث ارتفعت نسبة ممارسة اللعبة بنحو 30%، مع تضاعف العدد بشكل غير رسمي نتيجة الإقبال الكبير من الهواة الذين خاضوا تجربة الجولف للمرة الأولى. هذا التوسع ارتبط بزيادة عدد الملاعب، حيث ارتفع عدد ملاعب الجولف في مصر إلى ما بين 25 و30 ملعبًا بين العامل وتحت التطوير، إلى جانب ملاعب أخرى قيد الإنشاء، في مؤشر على نمو البنية التحتية للعبة.
زخم إعلامي ومشاهدات مليونية
الإعلام كان أحد ركائز النجاح، من خلال شراكات استراتيجية أبرزها التعاون مع شبكة قنوات “أون سبورت” برعاية الشركة المتحدة للرياضة.
وقد أتاح هذا التعاون بثًا مباشرًا للبطولات، ما أسهم في تحقيق أكثر من 5 ملايين مشاهدة عبر القنوات الرياضية ومنصات التواصل الاجتماعي خلال شهري أكتوبر ونوفمبر فقط، وهو رقم غير مسبوق للجولف في مصر، وساهم في رفع الوعي الجماهيري والترويج للسياحة الرياضية.
مشاركة دولية واسعة وعائد سياحي مباشر
خلال شهرين فقط، شارك أكثر من 350 لاعبًا ولاعبة من أكثر من 70 دولة في البطولات التي استضافتها مصر شهري أكتوبر ونوفمبر، مع تحقيق أكثر من ألفي ليلة سياحية، ما يؤكد الأثر المباشر للجولف كرافد للسياحة الرياضية، ودوره في دعم توجه الدولة لجذب 30 مليون سائح سنويًا بحلول 2030.
شراكات استراتيجية ورؤية ممتدة إلى 2026 وما بعدها
في إطار التخطيط للمستقبل، وقّع الاتحاد شراكة استراتيجية مع “مينا تور” (MENA Golf Tour) لاستضافة واستئناف سلسلة جولف مصر (Egypt Golf Series)، والتي تتضمن أربع بطولات كبرى تقام في يناير وفبراير 2026، بإجمالي جوائز يصل إلى 400 ألف دولار، ما يفتح آفاقًا أوسع أمام اللاعبين المصريين للاحتكاك بالمحترفين ورفع تصنيفهم العالمي.
كما تم تعيين الخبير العالمي ستيوارت كلايتون مديرًا فنيًا لمنتخبات الجولف الوطنية، في خطوة تعكس جدية الاتحاد في بناء منظومة فنية قادرة على صناعة أبطال، وصولًا إلى الهدف الاستراتيجي الأهم والمتمثل في إعداد بطل أولمبي مصري بدءًا من أولمبياد 2032.
تقدير عربي ودولي للدور المصري
لم يكن فوز عمر هشام طلعت بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للجولف للدورة 2025–2029 مفاجئًا، بل جاء تتويجًا لمسيرة حافلة بالإنجازات خلال فترة قصيرة. هذا الاختيار عكس المكانة المتصاعدة لمصر على خريطة الجولف العربية والدولية، واعترافًا عربيًا بالدور القيادي الذي لعبه الاتحاد المصري في إعادة تشكيل مستقبل اللعبة.
