إوزات آمون المقدسة.. تحفة مصرية نادرة في متحف هيلدسهايم الألماني
يعرض متحف بليتسايوس بمدينة هيلدسهايم الألمانية، قطعة أثرية فريدة من نوعها، تجسد جانبًا من التدين المصري القديم، وتكشف عن عناية المصريين بتقديم القرابين الرمزية للآلهة، وهو تمثال "إوزات آمون المقدسة"، المصنَّف ضمن فئة التماثيل الصغيرة، والذي يُعتقد أنه يعود إلى عهد الملك رمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك الأسرة التاسعة عشرة في مصر القديمة.
إوزات آمون المقدسة
يتكون التمثال من قاعدة من الحجر الجيري، نُحتت بعناية ودقة، ويعلوها تسعة طيور من الإوز بأحجام متفاوتة: اثنان كبيران، وثلاثة متوسطة الحجم، وأربعة أصغر حجمًا، والطيور مصطفة بشكل متقارب، تكاد تلامس بعضها البعض، في مشهد يعكس الألفة والتناغم، وتشغل جميعها السطح العلوي للقاعدة بالكامل.

ما يميز هذه القطعة ليس فقط التكوين الفني البديع، بل أيضًا النقش الموجود على مقدمة القاعدة، والذي يوضح أن هذا التمثال كان يُستخدم كقربان نذري، قُدم للإله آمون، أحد أبرز آلهة المعبودات المصرية، والذي ارتبطت به الإوزات باعتبارها من رموزه المقدسة.
ورغم أن مكان الاكتشاف الدقيق غير مؤكد، إلا أن الأبحاث تشير إلى احتمال العثور عليه في موقع دير المدينة، ذلك الموقع الأثري الشهير غرب الأقصر، والذي كان مأهولًا بالحرفيين الذين شيدوا مقابر وادي الملوك.
والتمثال يبلغ ارتفاعه 7.5 سم، وعرضه 17.2 سم، وعمقه 11.5 سم، ويتميز بلونه المطلي وزخرفته النابضة بالحياة، مما يعكس براعة الفنان المصري القديم في استخدام الألوان والتقنيات النحتية لتجسيد مفاهيم رمزية ودينية.
تُعد هذه القطعة واحدة من الشواهد القليلة المتبقية التي تُظهر الدور الحيوي للإوز في المعتقدات الدينية المصرية، وتؤكد على تقاليد تقديم القرابين الرمزية والتماثيل النذرية داخل المعابد.


