ذهبت لتخبز لأسرتها.. دبابة إسرائيلية أنهت حياة أم وطفلها رغم إشارة الاستسلام
في قلب الحصار والدمار، لا تزال قصص الفلسطينيين تكتب بدماء الأبرياء، ومن بينها قصة الشهيدة سامية شاهين، التي دفعت ثمنًا باهظًا للحرب الدائرة؛ فقد ودّعت أبناءها وزوجها واحدًا تلو الآخر، قبل أن تلحق بهم رفقة طفلها الصغير، بعدما استهدفتهما دبابة إسرائيلية داخل منزلهما المتواضع، في مشهد يختصر مأساة عائلة أنهكتها حوادث الفقدان المتتالية.
دبابة إسرائيلية أنهت حياة أم وطفلها رغم إشارة الاستسلام
وفقًا لـ الصحفي الفلسطيني محمد شاهين عبر حسابه الشخصي قصة مؤلمة عن استشهاد قريبته سامية شاهين، التي ارتقت مع طفلها أثناء محاولتها إعداد الخبز في منزلها البسيط، بعد أن باغتتهما دبابة إسرائيلية وأطلقت الرصاص عليهما.
وبحسب روايته، فإن الطفل الصغير أحمد لوّح بيديه محاولًا إيصال رسالة أنهما مدنيان، إلا أن جنود الاحتلال لم يترددوا في إطلاق النار عليهما، ليسقطا شهيدين في مشهد يوجع القلوب.
وسامية لم تكن قصة عابرة في دفتر الحرب؛ فهي أم أنهكتها المأساة المتكررة وفقدت معظم أفراد عائلتها خلال العدوان. قبل أيام قليلة استشهد زوجها فلاح شاهين، وقبله بعام رحل ابنها البكر محمد، وقبله بنصف عام فقدت ابنها علي، ثم جاء الشهر الماضي ليخطف منها شقيقيها حسن ويوسف، واليوم لحقت بهم هي وطفلها الصغير.
والصحفي محمد شاهين استعاد لحظة مؤثرة عاشها قبل ساعات من استشهادها، حيث روى رؤيا رآها لشقيقه حسن، الذي ظهر له مبتسمًا مستبشرًا وقال: “جميعنا متحمّسون للقاء أكبرنا وطفل صغير”، ليتحقق المشهد بعد ساعات قليلة برحيل سامية وطفلها.
وقصة سامية شاهين تجسد حجم الألم الذي يعيشه الفلسطينيون في ظل العدوان المستمر، حيث تتساقط الأرواح واحدًا تلو الآخر، فيما تبقى ذكرى الشهداء حاضرة شاهدًا على معاناة شعب بأكمله.


