حفيد أم كلثوم عن جدل فيلم الست: أمر طبيعي وملازم لأي تجربة تقترب من رمز استثنائي
كشف حفيد أم كلثوم عن رأيه في تجربة فيلم الست، الذي قدمته منى زكي خصوصًا بعد تعرض العمل لموجة كبيرة من الانتقادات فور طرح العمل في السينمات.
حفيد أم كلثوم عن فيلم الست
وكتب حفيد كوكب الشرق عبر حسابه الخاص على فيسبوك: كحفيد للسيدة أم كلثوم، أتقدم بهذه الكلمات في سياق من الاحترام الكامل لكل الآراء التي طُرحت حول فيلم الست، إدراكًا لحساسية تناول قامة فنية وإنسانية شكّلت وجدان أمة بأكملها.
وأضاف: فيلم الست هو عمل فني اجتهادي، يخضع بطبيعته لرؤية صُنّاعه واختياراتهم الإبداعية، وقد ينجح في التعبير عن بعض الجوانب، ويثير الاختلاف حول جوانب أخرى، وهو أمر طبيعي وملازم لأي تجربة تحاول الاقتراب من رمز استثنائي بحجم ومكانة السيدة أم كلثوم. كما أن حدة النقاشات وتنوعها، سواء من الجمهور أو النقاد، إنما تعكس عمق حضورها واستمرار تأثيرها في الوعي الجمعي المصري والعربي حتى يومنا هذا.
واستكمل قائلًا: ومن هذا المنطلق، يصبح من الضروري التمييز بين النقد الفني الموضوعي، الذي نرحب به ونراه جزءًا أساسيًا من أي حراك ثقافي جاد، وبين الهجوم القاسي أو الأحكام المطلقة التي قد تتجاوز تقييم العمل ذاته، دون النظر إلى طبيعة الفن كمساحة للاجتهاد، أو إلى حجم الجهد المبذول والنية الصادقة خلف هذه المحاولة. فتجسيد شخصية بحجم أم كلثوم ليس مهمة توثيقية بقدر ما هو تحدٍ فني شديد التعقيد، ولا يمكن لأي عمل، مهما بلغت جديته، أن يختزل تجربة إنسانية وفنية صنعت الوعي والذاكرة عبر أجيال متعاقبة.
واختتم: وفي النهاية، تبقى السيدة أم كلثوم أكبر من أي عمل فني منفرد، وأبقى من أي جدل عابر. فإرثها الفني والإنساني راسخ ومتجذر، لا يتأثر بتجربة واحدة ولا يُقاس بعمل واحد، بل يزداد وضوحًا وقوة مع كل نقاش يُثار حولها. واختلاف الآراء بشأن أي عمل يتناولها لا ينتقص من قيمتها، بل يؤكد أننا أمام أيقونة حقيقية، لا تزال قادرة على تحريك الأسئلة وإشعال الحوار، بعد عقود طويلة من رحيلها.
